Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
(الجزيرة) تصنع التحدي ب(حقائق) رقمية
محمد بن عيسى الكنعان*

صافحت جريدة (الجزيرة) قراء الصحافة السعودية ومتابعي الإعلام العربي بخبر لا ينطق إلا رقماً ولا يؤكد إلا حقاً، عندما كشفت عن أرقام مبيعاتها اليومية واشتراكاتها السنوية، في الخبر المنشور في عددها رقم (13058) الصادر يوم السبت 25 جمادى الآخرة 1429هـ الموافق 29 يونيه 2008م في خطوة رائدة وغير مسبوقة في تاريخ الصحافة السعودية على الإطلاق، بشهادة الخطاب الرسمي الصادر من الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع الموثق بختمها، والمعتمد بإمضاء مديرها العام، الذي أكد تجاوز (الجزيرة) حاجز (131 ألف نسخة) في صافي المبيعات والاشتراكات اليومية خلال شهر يونيه من العام الميلادي الجاري.

إن (الجزيرة) بهذه الخطوة الفريدة تصنع التحدي الحقيقي لنفسها والإنجاز العملي لقارئها ومعلنها، ليس في إطار المنافسة الشريفة التي تنتهجها مع مثيلاتها من الصحف المحلية والعربية، فهذا لم يعد هدفاً لصحيفة عريقة في عالم السلطة الرابعة، كما لم يعد هماً لصحيفة رائدة في نظم الإنجازات الإعلامية، وسباقة في إطلاق المبادرات الصحافية، إنما التحدي الذي صنعته يتجسد في بلورة قيم عليا، تتمحور حول الخبر الصادق والحوار الجاد والمعلومة الصحيحة والمقال الهادف، مثل قيم (المصداقية في التعامل الإنساني) مع القارئ أو المعلن، (والموضوعية في التعامل الصحافي) في مجريات كل أعمال مهنة المتاعب، و(الشفافية في التعامل الإداري)، وتفعيل هذه القيم واقعاً ملموساً في الوسط الإعلامي الذي لم يعد يقبل (أرقاماً فلكية) عن حجم المبيعات أو معدل الاشتراكات بينما المطبوعة تتكدس في أرفف نقاط البيع، كما لم يعد يستوعب منافسات (شركات التقويم الوهمي) التي تفتقر لأبسط معايير النزاهة، فضلاً عن المنهجية العلمية في الرصد والتقويم.

لقد كانت لغة (الجزيرة) واضحة كحقيقة شمس المملكة المشرقة كل صباح، كونها اعتمدت على (الأرقام) لا (الأوهام)، وتعاملت وفق معايير عصر المعلومات الذي ينقض البيانات غير الصحيحة، ويفضحها بوسائط الاتصالات المفتوحة، وليس وفق عصر الأمنيات الحالمة بالتفوق والادعاءات الفارغة بالريادة، لذا كانت بالغة في معناها وهادفة في مغزاها، لغة تقول العمل هو معيار النجاح، والتفوق هو ثمرة الكفاح، فإذا كان النجاح يقاس بالإنتاجية والربحية ومعدلات الاشتراك بالنسبة للمطبوعات من صحف ومجلات، فإن التفوق تعبر عنه أرقام حقيقية قل أن تكشف عنها المؤسسات الصحافية في ظل المنافسات الحادة في عالم الإعلام، وهنا يكون الرقم الظاهر في خبر (الجزيرة) المنشور، أكبر دلالة على التفوق الفعلي، لأنه عكس الواقع الحقيقي ل(صحيفة) لا تخاف الأرقام لأنها تصنعها، كما تصنع التحدي في كل إنجاز تحققه أو مبادرة تطلقها.



kanaan999@hotmail.com*

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد