Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
رحم الله الملك فهد بن عبدالعزيز
د. فهد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم

في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات في السادس والعشرين من جمادى الآخرة لسنة ألف وأربعمائة وست وعشرين فجعت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، بل العالم أجمع بوفاة قائد قاد مسيرة التنمية والرخاء لهذه البلاد لربع قرن، فجعت المملكة بوفاة مليكها فهد بن عبدالعزيز الذي أفنى عمره في خدمة هذه الدولة وشعبها، وكان همه الأول إسعاد المواطنين وراحتهم، وكم شهدنا مواقف كثيرة في مناسبات متنوعة بذل فيها الفهد جهده لإسعاد الناس وتجنيبهم أعباء إضافية، وكان سريع التجاوب مع شكاوى المواطنين ومحاولة تخفيف معاناتهم ولو على حساب الدولة رغم قلة الموارد في بعض الأحيان، كان الملك فهد - رحمه الله - ذا نظرة شمولية في التعامل مع أبناء شعبه؛ فرغم حساسيته المفرطة تجاه مصالح الفرد ورفاهيته إلا أنه شديد الحرص على الرقي بهذا المواطن إلى أعلى درجات التعلم ومجاراة المجتمعات المتقدمة في مختلف المجالات والسعي وراء التحصيل العالي في مجالات التنظيم والإدارة والتقنية الحديثة ووضع أفضل نظام للتطوير الإداري لنظام الحكم وتطوير بقية أنظمة الدولة لتواكب التطور المدني والمعماري الذي شمل جميع المرافق.

كان الملك فهد - رحمه الله - قائداً ذا قرار قوي ونظرة ثاقبة وإدراك سياسي مكّنه من تجنيب وطنه ومواطنيه أخطاراً فادحة في مواقف عصيبة ليس بأقلها حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة، فقد كان قرار القائد فهد قراراً شجاعاً وصعباً في فترة مظلمة على الأمة العربية والإسلامية، ولولا اتخاذ قرار الحرب في وقته بلا تردد لكانت الأمة في حالة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ولكن لطف المولى وعنايته بهداية القائد إلى صواب القرار جنب هذه البلاد وأهلها الكثير من الويلات..

فقد العالم الإسلامي خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي بذل النفس والنفيس لخدمة الدين وحمايته، فقد شهد العالم أكبر توسعة للحرمين الشريفين في عهده وأكبر مطبعة للمصحف الشريف كانت سبباً في حفظه من التحريف والتشويه والدس والأخطاء المقصودة وغير المقصودة، كانت يد الخير ممتدة إلى كل دولة مسلمة وإلى كل مركز إسلامي في مختلف بقاع الأرض.

إن سيرة الملك فهد عطرة لا يكفيها مجلد فضلاً عن مقال في صحيفة، ولكن نرجو من الله العلي القدير أن يجعل ما قدمه لشعبه وأمته في صحائف أعماله ويرفع به درجاته..

ونحمد الله المولى العظيم الذي خلف على أمتنا بخليفته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز فكانا خير خلف لخير سلف، وأكملا المسيرة وحملا راية الإصلاح والارتقاء بالمواطن لمصاف العالم المتحضر واستمرار نهج القيادة الإسلامية في إيصال رسالة الدين والمحبة والسلام.

* المستشار بالديوان الملكي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد