Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
إسبانيا تطرد شبح الإخفاقات بفوزها بكأس أوروبا

(كرة القدم هي الرابح) واحدة من أكثر العبارات الشائعة التي عفا عليها الزمن في الرياضة إلا أنها تحوّلت إلى حقيقة بفوز إسبانيا بكأس الأمم الأوروبية لكرة القدم.

وسيكون بوسع الخبراء القول إن الفريق الأفضل فاز في أكثر البطولات التي حملت كرة قدم رائعة خلال الفترة الأخيرة.

وما جعل فوز إسبانيا 1- صفر على القوة العظمى الكروية وهي ألمانيا مرضياً هو الطريقة التي تحقق بها هذا الفوز.

وأدى فريق إسبانيا الذي يمتلك مهارات كروية عالية المباراة لذاتها إذ كان لاعبو الفريق يسيطرون على الكرة دائما ويستعرضون كافة مهاراتهم مما مكن إسبانيا من تجاوز سلسلة من المنافسين الأقوياء لتنال أرفع الجوائز في عالم الكرة الأوروبية. كما أسدت إسبانيا خدمة أخرى للعبة بتمكنها أخيراً من التخلص من لقب صاحبة الإخفاقات الدائمة الذي لازمها منذ فوزها باللقب الأول لبطولة أوروبا في عام 1964م.

وقال فرناندو توريس الذي حسم المباراة بهدف رائع جمع بين المكر والسرعة وهي السمة التي اتصفت بها إسبانيا على مدار البطولة (في النهاية أخذ العدل مجراه وفاز الفريق الذي قدم أفضل أداء في البطولة).

وقال سيزار مينوتي مدرب المنتخب الأرجنتيني الفائز بكأس العالم عبارة شهيرة ذات مرة تفيد بأن إسبانيا لن تفوز بأي شيء على الصعيد الدولي إلى أن تقرر ما إذا كانت تريد (أن تكون الثور أم مصارع الثيران).

وتأرجح اختيار عدد من الفرق الإسبانية السابقة ما بين الخيارين إلا أن تشكيلة عام 2008 التي قادها المدرب لويس اراجونيس انخازت بشدة إلى الخيار الثاني.

ويتملكك وأنت تشاهد الكتيبة الإسبانية المؤلفة من عدد من اللاعبين الذين يستغلون مهاراتهم ويقومون بشجاعة باستثارة ومضايقة سلسلة من المنافسين المرعبين على الصعيد البدني إحساس بأنهم مجموعة من مصارعي الثيران المتيمين بالأمر بشكل يفوق ما رأوه في حلبات المصارعة بالفعل.

ومع وجود تشابي باعتباره ضابط إيقاع الفريق فإن زملاءه في خط الوسط اندريس انيستا وديفيد سيلفا وفرانسيسك فابريجاس يقومون بضرب دفاعات الخصوم بينما توكل للمهاجمين توريس وديفيد بيا مهمة تسديد الضربة القاضية ببراعة عالية.

ويبدو أن الفريق الشاب الذي يتمتع بالمهارة ويقوده المدرب لويس اراجونيس لم يعبأ بشهرة إسبانيا في مجال الخروج من البطولات الكبرى. ويعد أحد الأسباب في عدم اكتراث هذا الفريق بالسمعة القديمة هو أنه ضم لاعبين لا يمتلكون أية خبرات سابقة أو تعقيدات خاصة بإخفاقات محتملة. فتوريس على سبيل المثال اعتاد على الفوز على ما يطلق عليه الفرق الكبيرة في عالم كرة القدم الأوروبية أثناء فترة الناشئين.

وعلاوة على هذا فإنه سجل أهداف الفوز في نهائيات أمم أوروبا تحت 16 وتحت 19 عاماً أمام فرنسا ثم ألمانيا في عامي 2001 و2002م.

وكان تشابي والمدافع كارلوس ماركينا والقائد ايكر كاسياس جميعاً أعضاء في الفريق الإسباني الفائز بكأس العالم للشباب في نيجيريا عام 1999م.

ويمتلك كل عضو في التشكيلة الأساسية المؤلفة من 11 لاعباً والتي بدأت مباراة ألمانيا خبرته الخاصة والمعتادة في دوري أبطال أوروبا.

وما أحدث الفارق أيضاً كان اراجونيس. فقد منح اللاعب والمدرب السابق لاتيلتيكو مدريد والبالغ من العمر 69 عاماً للاعبيه الشباب عقلية كرة القدم.

فقد أبدى أراجونيس إيمانه بقدرات اللاعبين الشباب وتركهم يؤدون بالشكل الذي يفضلونه واستغل كل الخبرات التي اكتسبها على مدار نصف قرن في اللعب لبناء روح الفريق وإكساب الفريق العقلية التي تتجاوز مجرد خوض مباراة أمام إيطاليا ثم ألمانيا.

وقال أراجونيس عقب المباراة وهي الأخيرة له قبل استقالته: الكثير من الناس اعتبروا فريق إسبانيا الحالي نموذجاً لكيفية لعب كرة القدم.

إنه يوم سعيد لإسبانيا لأننا فزنا بالبطولة بطريقة رائعة. ولن يختلف معظم مشجعي كرة القدم مع أراجونيس في الرأي.

تشافي أفضل لاعب في الأمم

من جهة أخرى اختير لاعب وسط برشلونة تشافي هرنانديز أفضل لاعب في نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم بعدما ساهم في قيادة منتخب اسبانيا للقب اثر فوزه على نظيره الألماني 1-صفر في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب (ارنست هابل) في فيينا.

ولعب تشافي هرنانديز (28 عاما) دور قائد خط الوسط في المباريات الخمس التي شارك بها في النهائيات (من أصل 6 خاضتها اسبانيا)، ليكون مهندس الفوز باللقب الأول لبلاده منذ 44 عاما، ما دفع الفريق الفني التابع للاتحاد الأوروبي إلى اختياره أفضل لاعب أخذا بعين الاعتبار تصويت الجماهير أيضا.

وكان تشافي يخوض أمس الأحد مباراته الدولية الثالثة والستين، وهو كان شارك لأول مرة مع المنتخب أمام هولندا في 15 نوفمبر 2000 وتلك كانت أيضا المباراة الدولية الأولى لزميله في برشلونة المدافع كارليس بويول. ولم يتمكن تشافي من فرض نفسه في تشكيلة منتخب بلاده في أول بطولة كبرى وكانت في كأس أوروبا 2004 في البرتغال، قبل أن يعود ويشكل نواة خط الوسط في مونديال 2006 حيث خرجت اسبانيا من الدور الثاني على يد فرنسا.

ووصل تشافي إلى النمسا وسويسرا في قمة نضوجه الكروي ما ساهم في تألق منتخب بلاده الذي كان الأفضل في هذه البطولة على الإطلاق بسبب تميز خط وسطه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد