Al Jazirah NewsPaper Monday  07/07/2008 G Issue 13066
الأثنين 04 رجب 1429   العدد  13066
أضواء
ورطة حرب أمريكا بالعراق تربك أوباما
جاسر عبدالعزيز الجاسر

رغم تراجع موضوع التورط العسكري الأمريكي في العراق إلى المرتبة الثانية في اهتمامات الناخبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد موضوع الاقتصاد، وتراجع دخل المواطن الأمريكي، وازدياد أعداد العاطلين، وهو ما يهم الناخب الأمريكي الذي دائماً ما يضع مصلحة (محفظته) قبل أي شيء آخر.

إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية، والتي ورطت نفسها في حرب العراق قد ورطت معها المرشحين الجمهوري والديمقراطي - على حد سواء - في هذه الحرب، حتى غرقا لأذنيهما في (مستنقع حرب أمريكا في العراق) في معركتهما الانتخابية.

وقد يظن البعض أن المرشح الديمقراطي أوباما أقل ورطة باعتبار أن المرشح الجمهوري جون ماكين يتبنَّى نفس سياسة الإدارة الأمريكية الحالية التي تريد بقاء القوات الأمريكية في العراق، أو الإبقاء عليها لخدمة المصالح الأمريكية حتى تنجز مهمتها، وبالتالي فموقف ماكين واضح؛ في حين لا يزال أوباما في حيرة بين تعهده بإنهاء الحرب وسحب القوات الأمريكية من العراق، وهو التعهد الذي ساهم في نجاحه بترشيح الديمقراطيين، إلا أن خطته بسحب القوات يثير حولها الجمهوريون ضجيجاً؛ مدعين أنها ستؤدي إلى إذلال الأمريكيين وتساعد الإرهابيين، وتجعل كل ما قامت به القوات الأمريكية والدماء الأمريكية التي بذلت يذهب هباء.

شعبية الحرب وبقاء القوات الأمريكية في العراق لا تزال متدنية جداً.. وثبات أوباما على موقفه قد يساعده على الفوز بمنصب الرئاسة، إلا أنه وفي الوقت نفسه سيغضب كثيرا من الأمريكيين خصوصاً إذا ما نجح الجمهوريون بإظهار خطة الانسحاب من العراق على أنها إهانة للأمريكيين وتقويضٌ لأمنهم.

الاستطلاعات تؤيد موقف أوباما في الحرب، إلا أن المرشح الديمقراطي ينوي زيارة العراق ودراسة الوضع هناك ومناقشة كبار الضباط، إلا أنه في النهاية لابد وأن يأخذ في الاعتبار رأي الناخبين.

وبحسب آخر استطلاع للرأي أجرته شبكة (سي إن إن) فإن30% من الأمريكيين يؤيدون الحرب ويعارضها 68% الآن. وأضاف: إن 64% يعتبرون أنه يجب خفض عدد القوات الأمريكية مقارنة مع 33% يعتقدون أنه يجب أن يبقى على حاله.

واعتبر كوستاس باناغوبولوس - من برنامج جامعة فورد هام حول الانتخابات وإدارة الحملات- أنه رغم أن زيارة أوباما إلى العراق قد تساعده على إبداء مرونة فإن متطلبات السياسة قد تكون غير ذلك.

وقال إنها فرصة له لتعديل مواقفه إذا أراد ذلك، لكنني لست متأكداً أن ذلك قد يشكل استراتيجية حكيمة.

وأضاف: يبدو أن معظم الناس من اليسار أو اليمين موافقون - إلى حد ما- على موقفه بخصوص العراق.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد