Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069
متى نرى حكومة لبنان..؟!
عبد الله بن محمد السعوي

ثمة مصاعب جمة تتراكم على النسيج المجتمعي اللبناني تتجسد في الغلاء الفاحش في البعد المعيشي وتضاعف المستوى السعري للمحروقات وركود اقتصادي وتدهور أمني وفراغ سياسي وإلى جانب هذا ثمة طرف بالغ العداوة على الحدود الجنوبية يتحين الفرص للانقضاض بالإضافة إلى أن ثمة تعسراً في ولادة الإرادة الوطنية والانتصار على الذات من قبل المسؤولين اللبنانيين الذين يظهر أنهم غير مؤهلين بعد لتجاوز حالة التنازع على الحقائب الوزارية يؤكد هذا ما يحصل من مواجهة بين أنصار الأكثرية والمعارضة بين الفينة والأخرى مما يعني أنهم بحاجة إلى التحلي بقدر كبير من المرونة وتقديم مصلحة الوطن وتحقيق رغبات مختلف مكونات النسيج اللبناني التي ما زالت تنتظر وبفارغ الصبر تشكيل تلك الحكومة التي يبدو أنها تمر بمخاض عسير قبل أن ترى النور, إن هذه الملفات وغيرها تفرض حاجة ماسة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تنتشل لبنان من واقعه المتشرذم وتنأى به عن طاحونة المعاناة اليومية التي تؤرقه, هذا الشعب بتباين تنويعاته يتطلع إلى هذه الحكومة آملاً منها انتشاله من الواقع المفتوح على كافة المفاجآت المحزنة في معظمه والتي باتت لا تفارقه كظله منذ شهور, إن خروج الحكومة إلى العلن وفي الهواء الطلق سيكون إرهاصاً لتشكل حركة تصحيحية في الأوضاع قاطبة بشكل يمسح الصورة السوداء التي طبعت الشارع اللبناني -المهيأ حالياً لأي تطورات قد تخرج عن نطاق السيطرة- من مواجهات وتجاذبات على خلفية التناقض في الرؤى بين الفرقاء حول شكل الحكومة وقانون الانتخاب. المواطن اللبناني في هذه الأثناء يضع يده على قلبه خوفاً من حدوث أي تداعيات خطيرة قد يدفع بها التأخر في تشكيل الحكومة على نحو قد يؤول بالأوضاع نحو التعقيد, ويقود لبنان مرة أخرى إلى مزالق عدة وخصوصا في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية, وما الذي يحدث في طرابلس ومناطق الجبل من تفجيرات وتوترات إلا أقوى مؤشر على ذلك، إن دعوة الرئيس ميشال سليمان للفصائل اللبنانية المتنوعة لتسريع تشكيل الحكومة يتحتم التعاطي معها بجدية وإيجابية وليس ثمة مبرر للتقاعس عن تلبيتها فهذه الدعوة المنبثقة عن قراءة موضوعية للراهن اللبناني هي أولى الخطوات لإنقاذ لبنان من أزماته وتمكينه من الانعتاق من وهدته لاسيما وأنها صدرت من فعالية سياسية تمتلك صلاحيات دستورية.

إن الراصد للمشهد يقف وعن كثب على جهات تتربص بهذا البلد وتكيد لمكوناته وتشتغل على توتير البعد العلائقي بين تنويعاته وتتفانى في سبيل مضاعفة معدلات عدم الاستقرار وتعمل ما وسعها الجهد في إذكاء أوار الاحتقان الجمعي ومحاولة توظيف الثغرات الأمنية لتأجيج الأحوال -المشتعلة من الأصل- وتعميمها على أوسع نطاق متاح لتلتهب في أرجاء الوطن ومن هنا فإن الخيار الوحيد للفصائل بكافة ألوانها هو قطع الخط على هؤلاء المتربصين وتفويت الفرصة عليهم وهذا لن يتم إلا عبر تطبيق اتفاق الدوحة وترجمته لواقع عملي على نحو يشعر به ويلمسه رجل الشارع العادي, وعبر التجاوب مع دعوة ميشال سليمان وتشكيل الحكومة خلال فترة وجيزة باعتبار ذلك مطلبا ملحا ليس على مستوى الشرائح الاجتماعية في الداخل فحسب وإنما على المستوى العربي والدولي قاطبة.





Abdalla_2015@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد