Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069
محاربة السلام بسلاح الفيتو

ظلت إسرائيل ومنذ أكثر من سبعة عشر عاماً بمنأى عن أي اعتراض ولا نقول محاسبة من قبل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية الأخرى، نتيجة تصدي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا لكل المشروعات التي تقدم إلى الهيئات الدولية لوقف تمادي إسرائيل وخرقها للقوانين الدولية، وتعسف قواتها وجنودها في الأراضي التي تحتلها سواء في فلسطين أو باقي الأراضي العربية.

وقد تمادت إسرائيل في رفضها تنفيذ القرارات الدولية بعد أن تسلمت واشنطن ملف التسوية في الشرق الأوسط واعتبرت الوسيط الأول لتحريك هذه التسوية التي ظلت رهينة رغبة ساكن البيت الأبيض، وبما أن هذا الساكن منحاز تماماً للكيان الإسرائيلي الذي أصبح محصناً حتى من الانتقاد فضلاً عن عرقلة أي قرار إدانة، حيث دائماً (سلاح الفيتو) مجند لخدمة تجاوزات إسرائيل حتى وإن طالت تلك التجاوزات قرارات ومبادرات ومطالب صاغها وأقرها (الحليف الأمريكي وأيدها الأصدقاء الغربيون)، مثلما هو حاصل في موضوع إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، حيث انتشرت هذه المستوطنات كانتشار السرطان وبما أن إقامة المستوطنات على أراضي محتلة اتُخِذت قرارات دولية عديدة بوجوب إعادتها لأصحابها الأصليين، كما أن واشنطن ولندن وباريس واللجنة الرباعية وخريطة الطريق التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش ومؤتمر أنابولس والمبادرة العربية جميعها تطلب وقفاً فورياً وإزالة هذه المستوطنات، فإن تبني ومساندة المشروع السعودي المقدم لمجلس الأمن الدولي بإلزام إسرائيل بوقف المستوطنات وتفكيك الموجود منها، عمل يتوافق مع تحركات هذه الدول والشخصيات لدعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط.

أما عرقلة المشروع السعودي واستعمال (الفيتو) ضده فمعناه أن من يستعمله يكون قد (أجَّره) لمحاربة السلام ومساندة الظلم ولا يصلح أن يكون وسيطاً للسلام كما يدعي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد