Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069
صدى لون
التشكيل النسائي صخب دون المأمول!!
محمد الخربوش

لستُ كما يستوحى من عنوان زاويتي لهذا اليوم أنني ضد التشكيل النسائي، لكنني ومن خلال متابعة العديد من المعارض والمناسبات التشكيلية النسائية ورصد العديد من المنجزات النسائية في هذا المجال أيضاً لاحظت أن كما هائلا من الأسماء النسائية المنشغلة بهذا اللون من العطاء الإنساني لا تزال وعلى الرغم من طول التجربة أقول لا يزال عطاؤها دون المستوى المأمول، حتى لا تكاد تمر مناسبة أو معرض تشكيلي إلا وتجد كما كبيرا من الأسماء المألوفة، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الأسماء الجديدة التي ربما وجدت في هذا المسار مجالا أرحب للحضور وإشباع رغبات النفس، ولو ألقينا نظرة على ما يدور في الساحة بشكل عام لوجدنا أن العنصر النسائي يتفوق على الرجل ربما وبمراحل، لكن هذا التفوق في الكم لا في الكيف!! لأن معظم المشاركات النسائية تأتي في الغالب اجترارا لمشاركات سابقة بل إن بعضا منها ينضوي تحت عباءة التقليد والارتماء في أسلوب الآخر هذا من ناحية، لكن الناحية الأهم أيضاً هي افتقار المنجزات النسائية بشكل عام للجدة والحداثة والتفرد وبالتالي نجد تكرارا للطرح، بمعنى آخر أن المعالجات والتقنيات تتشابه والتجارب أيضاً متقاربة حتى أن الوسائط تكاد تكون هي الأخرى مكررة، فما يعرض من أعمال في معرض ما في جدة تجد لها صدى أو محاكاة في معرض آخر في الرياض مثلاً!! ثم إن الموضوعات والأفكار والرؤى معظمها تكون مباشرة لا جديد فيها ولا مجال للحوار معها، بل إن معظم المنجزات النسائية يغلب عليها طابع الزخرفة والتزويق والميل بشدة إلى الأعمال ذات الطابع الزخرفي والديكوري إن جازت التسمية، وحتى لا أكون مبالغاً أو متشائماً أو متحاملاً أعطوني اسما نسائيا واحدا (مع احترامي لكل الاجتهادات النسائية) استطاع أن يكون له حضور قوي ومشرف بعيداً عن مناخات المجاملة والتلميع. ومع إيماني بأن الفن التشكيلي كغيره من ساحات الإبداع لا يتحمل تجزئته إلى رجالي ونسائي إلا أنه وعلى الرغم من أن الرجل والمرأة عنصران مكملان لبعضهما الآخر إلا أنه يوجد معطيات سيكولوجية واجتماعية وتعليمية وجسمانية تلقي بظلالها على منجز كل منهما.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد