Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069
أضواء
دلع الإسرائيليين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ليس الأطفال فقط هم من يستمرؤون (الدلع) فحتى الدول وبخاصة الكيانات المصطنعة تستمرئ الدلع وتتمادى في ارتكاب المخالفات، بل حتى الموبقات.

والكيان الإسرائيلي الذي لم يترك مخالفة، ولا جريمة إلا وارتكبها مستفيداً من سياج الحماية الذي يوفره (الفيتو) الأمريكي والبريطاني والفرنسي يعد أكثر الدول والكيانات التي تمارس (الدلع) والاستهتار بكل المواثيق والقوانين والأعراف الإنسانية والدولية والأخلاقية ولم يسلم من أذى هذا الكيان الشاذ الدول التي فُرض عليها أن تجاوره بعد أن زُرع في وسطها، فأدت اعتداءاته العسكرية إلى تحويل المنطقة إلى برميل بارود مهيأ للانفجار في كل وقت، وشهدت المنطقة عدة حروب انتهت باحتلال العديد من الأراضي العربية، تحولت إلى معتقلات مفتوحة لمواطني تلك البلدان المحتلة تمارس داخلها أصناف وأساليب التعذيب والإهانة واحتقار الإنسان، في حين أصبحت المعتقلات التي زادت على عدد المستشفيات والمدارس مضاعفة، أماكن تمارس فيها أساليب لا تخطر على بال من تعذيب جسدي ونفسي وإهمال للأسرى المرضى والمصابين بأمراض خطيرة ومزمنة وتتسرَّب يومياً من سجون سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية عشرات القصص والروايات تكشف عن بشاعة ممارسات الإسرائيليين.

وقد ناشد الأسرى في سجن النقب قسم 4 أ خلال اتصال بمركز الأسرى للدراسات كلاً من وزارة شؤون الأسرى والمحررين والمؤسسات الحقوقية والمعنية بقضية الأسرى وأطباء من حقوق الإنسان والصليب الأحمر للتدخل لإنقاذ حياة الأسير علاء نصيف محمد أبو الرب 32 عاماً المعتقل إدارياً للتمديد الثالث على التوالي، وهو من سكان قباطيا جنين.

وأكَّد الأسرى أن الأسير أبو الرب يعاني من تشنجات قد تصل لخمس تشنجات في الشهر، وكل تشنج يمكث لساعات يبلع خلاله الأسير لسانه.

وأضاف الأسرى لمركز الأسرى للدراسات أن إدارة السجن تستهتر بحياة الأسرى ولم تحضر لمعالجة الأسير أبو الرب رغم مناداة الأسرى على الإدارة إلا بعد ساعات.

وأكَّد الأسير الدكتور المزين من سجن النقب أن حالة الأسير المريض أبو الرب تحتاج لعلاج ومتابعة ونقل لمستشفى، وأضاف: إن أغرب منظر شاهدته في حياتي رفض نقل الأسير المريض للعيادة تحت حجج أمنية، وإعطاء الدكتور حقنة للمريض من خلف الأسلاك الشائكة.

هذا وأكَّد رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن هذه المعاملة لمن يسموا أطباء في السجون غير إنسانية ولا تمت لقسم مهنة الطب بشيء، وأكَّد أن هنالك تسويفاً للعمليات وتقديم العلاج في السجون، وأن حرمان زيارة الأطباء المتخصصين من الخارج في ظل عدم تقديم العلاج اللازم للأسرى يزيد من معاناتهم ويشكِّل خطورة على حياتهم.

وطالب حمدونة المؤسسات المعنية بالتدخل في قضية الأسير أبو الرب والضغط على إدارة السجون لنقله إلى مستشفى أو السماح بإدخال طبيب مختص له من الخارج لتقديم العلاج اللازم له للحفاظ على سلامته.

هكذا تفعل إسرائيل في السجون والمعتقلات وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ضاربة بكل المواثيق والأعراف الإنسانية والتشريعية غير آبهة بكل المناشدات الدولية، فقد مدها (الفيتو) الغربي بكل أصناف الحماية ليمارس مسؤولوها وسجّانوها كل أنواع الدلع.. دلع الأطفال.. ودلع السفاحين.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد