Al Jazirah NewsPaper Friday  11/07/2008 G Issue 13070
الجمعة 08 رجب 1429   العدد  13070
نبض المداد
التسول الناعم
أحمد بن محمد الجردان

نعم لا تستغرب عزيزي القارئ فلدينا تسول ناعم لم يصل بعد إلى أن يصنف بالظاهرة، لكنه تسول يوجد فيه خضوع في القول وليونة في المنطق بل ربما يصل إلى التوسلات الرقيقة ذات النبرات المرهفة والمصحوبة ربما بإبداء ما يمكن إبداءه من المفاتن والمصحوبة أيضاً بروائح عطرية جذابة ونفاثة في ذات الوقت!!.

لعلك - عزيزي القارئ - عرفت ذلك النوع من التسول؟!، ألا وهو تسول بنات في عمر الزهور ونساء في قمة نضوجهن الجسدي لا العقلي حيث تجد ذلك الصنف من المتسولات بمستوى خمس نجوم يقابلنك في الأسواق الشهيرة وأرصفة المشاة الشهيرة أيضاً وعند مداخل المطاعم الكبرى ونحو تلك الأماكن وفي الغالب يصطدن الشباب ومن هم من متوسطي العمر بطلب المال بعد أن يقصصن القصص لعلهم بهن يرأفون ولما في جيوبهم لهن يخرجون!!.

لا تخفى خطورة هذا النوع من التسول وكل أنواع التسول ضارة وخطيرة، لكن هذا النوع فيه مدخل كبير وكبير جداً للشيطان فالعوامل المتوفرة تعين على الفساد ومن ثم الوقوع في الخطأ الكبير - لا قدر الله - فالمتسولة شابة أبدت أسباب الفتنة وأخذت تستعطف شاباً يافعاً لتستميل قلبه وتستدر عاطفته، رجاء أن يعطيها دريهمات معدودات!!، لاشك أن كثيراً من الشابات اللاتي يدخلن عالم التسول الناعم يدخلنه وهن بعيدات كل البعد عن الوقوع في الخطأ غير أنهن مع استمرارهن في هذا النوع من التسول وتعرضهن بين حين وآخر لبعض المواقف والعبارات وربما العروض المنحرفة ومع تكرار ذلك يفقدن غالباً الإحساس ويقعن - لا قدر الله - في المحذور، وكما قيل كثرة الإمساس تفقد الإحساس!!.

كثرة السؤال تفقد الوجه حياءه فما بالك بوجه حسناء امتهنت السؤال بهذه الطريقة التي فيها ما فيها مما ذكرت آنفاً من خضوع وغنج ونحوه؟!، وإذا فقد الوجه الحياء فلا حياة لصاحبه فالوجه هو عنوان المرء ودليله.

كفانا الله شر أنواع التسول عامة وهذا النوع منه خاصة لأنه بالإضافة إلى مساوئ التسول وأضراره المعروفة يضاف إليه مساوئ وأضرار أخرى ذكرت شيئاً منها ولم أحط بها في هذه العجالة لكن حسبي أنني ذكرت شيئاً مما شاهدته وشاهده غيري من باب التنبيه إليه وهو شيء كما ذكرت في بداية حديثي لم يصل إلى حد الظاهرة لكنه واقع ملموس ومشاهد لعل كل منا يقوم بدوره.



amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد