Al Jazirah NewsPaper Friday  11/07/2008 G Issue 13070
الجمعة 08 رجب 1429   العدد  13070
رهط المضاربين

يطلق جنرال منفعل تهديداً ضد جهة تناصب بلاده العداء وتخطط لمهاجمة القواعد والمنشآت النووية التي أقامها نظام بلاده، وقبل أن يجف حبر تصريح ذلك الجنرال، يرد عليه جنرال آخر من الطرف المعادي، وتشتبك وسائل الإعلام في تبني وجهات نظر كل طرف، وهذا ما أوجد ضجيجاً إعلامياً تزايدت مساحته بعد الإعلان عن مناورات عسكرية أطلقت من خلالها إيران صواريخ تقول إنها تستطيع إصابة أهداف على بعد ألفي كم، وطوربيدات مما أسمتها ب(الحوت) باستطاعتها إغراق الغواصات المحصنة التي يمتلئ بها الخليج العربي.

اشتعال التصريحات وكثرة المناورات العسكرية والكشف عن أسلحة مدمرة كالصواريخ والطوربيدات رفع درجة القلق وحتى الخوف في المنطقة، وانتقل للأسواق المالية وخصوصاً أسواق النفط والبورصات إذ استغل المضاربون حالتيّ القلق والخوف ليلعبوا لعبتهم ويزيدوا من جراح الأسواق وخسائرها التي فاقت ما حصل إبان غزو واحتلال العراق مما يؤكد أن الحالة (الجو سياسية) التي تعيشها المنطقة والتهديد باندلاع حرب بين إيران وأمريكا أو إسرائيل ليست مسؤولة عن الحالات المفتعلة التي تشهدها الأسواق المالية الدولية والتي من أسبابها توجه مديري صناديق الاستثمار العالمية إلى المضاربة في السلع الأساسية المحركة للاقتصاد الدولي، كالنفط والذهب والقصدير وحتى القهوة، وهذا ما أوجد مناخاً كبيراً للمضاربات حيث بلغ حجم الزيادة في طلبات المضاربين في سوق النفط العالمية خلال الخمس سنوات الماضية 848 مليون برميل، بينما بلغ حجم زيادة طلب الصين خلال نفس الفترة 928 مليون برميل، وهو ما يجعل هؤلاء المضاربين منافساً لطلب أحد أكبر الدول استهلاكاً للنفط، وبما أننا نعلم كم هو عدد مصانع وحجم إسهام الاقتصاد الصيني الفعلي يظهر بوضوح مدى التأثير السلبي للمضاربين وتدميرهم للأسواق الدولية والمحلية معاً، واستغلالهم المفرط والمقيت للأزمات الدولية والإقليمية الطارئة التي كثيراً ما تكررت دون أن تصل تأثيراتها السلبية إلى ما يشيعون وينثرون من مزاعم لتحقيق مصالح ضيقة من وراء مضارباتهم.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد