Al Jazirah NewsPaper Monday  14/07/2008 G Issue 13073
الأثنين 11 رجب 1429   العدد  13073
فلسفة الحوار لعرض جوهر الإسلام

مواجهة الأزمات، والعمل بذهنية متفتحة، وبآلية تعتمد المنهج العلمي للتصدي للمعوقات كفيلة بمعالجة السلبيات والمواقف العدائية التي تتضاعف وتصبح خطراً، خصوصاً في العلاقات الدولية، إذ كثيرا ما يؤدي ترك الأزمات والخلافات دون حلٍّ إلى تراكمات، وتنامي الإفرازات السلبية التي قد تصل إلى مواجهات مسلحة، ومنذ تداول نظريات صمويل هانتجتون التي أوجدت مناخاً فكرياً عدائياً بين أتباع الأديان، مع أنهم هم الذين أقاموا الحضارات التي قدمت للإنسانية الاكتشافات والإنجازات الثقافية والفكرية والمعمارية والعلمية.

هذا التراكم الحضاري الذي يستمتع به الإنسان المعاصر ما كان له أن يستمر ويتواصل لو اعتمدنا الأسس التي بنى عليها هانتجتون، فالصراع والصدام لا يمكن أن يحققا السيطرة لأية قوة مهما بلغت من امتلاك العناصر والإمكانيات من السيطرة على العالم والتحكم بمصائر الشعوب والأمم على هذه البسيطة.

وبالمقابل فإن تعاون وتفاهم أتباع الأديان والفلسفات وصناع الحضارات كفيل بمواجهة التحديات المعاصرة، وتقديم الحلول للأزمات والتحديات التي تواجههم بأساليب شتى، من أهمها وفي مقدمتها الحوار بين ممثلي الأديان وأتباعها.

من هنا تأتي أهمية اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بموضوع الحوار ودعوته إليه، والذي اختط له علمية ونهجا مدروسا للتدرج بالحوار والارتقاء به وفق سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات بدأت داخلياً في مختلف مناطق المملكة، ثم عقد المؤتمر العالمي للحوار الإسلامي في مكة المكرمة، وبعد أيام يعقد المؤتمر العالمي لحوار الأديان في مدريد والذي سيكون الهدف الرئيسي من وراء عقده ورعايته وافتتاح خادم الحرمين الشريفين شخصياً له هو دحض وتفنيد المزاعم والادعاءات التي تساق ضد الإسلام والمسلمين، بما في ذلك المجتمع السعودي الذي يقدم صورة زاهية وراقية عن الحضارة الإسلامية المعاصرة من خلال دعمه لمسيرة الإصلاح التي يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فهو مجتمع حضاري متسامح يحترم القيم الإنسانية ويرغب في الحداثة والتطور، عكس ما أشاعته حملات أعداء المسلمين وأعداء العرب في الغرب.

ولهذا فإن مؤتمر مدريد للحوار، وكما أوضحت وسائل الإعلام الدولية التي تتابع فعاليات الإعداد لافتتاحه ترى فيه محاولة جادة وذكية لتقديم الإسلام كدين والمسلمين كمجتمعات معاصرة لها إسهاماتها في تقدم الحضارة الإنسانية وتقدمها، وذلك من خلال عرض الحقائق بكل شفافية ليعرف الجميع الجوهر الحقيقي للإسلام والمسلمين من منطلق شعور المليك بالتزام خاص في الدفاع عن الدين الحنيف.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد