Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/07/2008 G Issue 13075
الاربعاء 13 رجب 1429   العدد  13075
وإن لنفسك عليك حقاً
عبد الله بن راشد السنيدي

نبدأ هذا الموضوع بقول الله - عز وجل -: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (روحوا عن أنفسكم ولو ساعة فإن القلوب إذا تعبت كلت)، ومن أجل ذلك تم إقرار مبدأ الإجازة في الأنظمة الوظيفية، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص؛

فالإجازة هي توقف الإنسان عن عمله مدة معينة في السنة بموافقة جهة عمله إن كان موظفاً بالقطاع العام أو الخاص، وبرغبته إذا كان يعمل لحسابه الخاص إلا أن الملاحظ زيادة التمتع بالإجازة خلال فترة الصيف، وهو أمر طبيعي يعود سببه إلى العطلة الصيفية للمدارس، حيث يتفرغ المواطن مع أولاده لقضاء الإجازة في الداخل أو الخارج، والإجازة حق للموظف، سواء كان الموظف حكومياً أو موظفاً بالقطاع الأهلي، حيث أوردت هذا الحق كل من أنظمة الخدمة الحكومية وأنظمة العاملين في المؤسسات الأهلية أو الخاصة بما فيها نظام الخدمة المدنية ونظام الخدمة العسكرية ونظام العمل.

ولقد حرصت هذه الأنظمة الوظيفية على ضرورة تمتع الموظف بإجازته السنوية؛ فقد قضى نظام الخدمة المدنية مثلاً بعدم جواز تأجيل الموظف لإجازته السنوية إلا في حالة الضرورة، وبما لا يزيد على ثلاث سنوات حيث تم وقف ما كان متعارفاً عليه في ظل الأنظمة السابقة من ضرورة قيام الموظف بتأمين من يقوم بعمله في حالة رغبته التمتع بإجازته، كما قضى النظام المذكور بعدم تجاوز مدة التعويض عن الإجازة في نهاية الخدمة 180 يوماً؛ انطلاقاً من الحرص على ضرورة تمتع الموظف بإجازته السنوية، وكان الوضع في الأنظمة السابقة هو تعويض الموظف عن رصيده من الإجازات مهما كانت مدتها.

ورب تساؤل يطرح عن سبب هذا الحرص من الأنظمة على تمتع الموظف بإجازة براتب كامل مع أنه لم يؤد العمل خلالها؛ إذ المبدأ (أن الأجر يقابل العمل).

والإجابة عن ذلك تتمثل في أن حرص أنظمة العاملين في القطاعين الحكومي والأهلي على تمتع الموظف بالإجازة وبراتب كامل، إضافة إلى استفادته من مدتها لكافة الأغراض الوظيفية، يعود إلى الأسباب التالية:

* أن في الإجازة السنوية للموظف راحة بعد عمل ما يقارب السنة؛ ذلك أن بعض أعمال الوظائف يكون فيها جهد غير عادي يتمثل في زيادة كمية العمل أو الحضور شبه الدائم للدوام، وقد يكون في الصباح والمساء معاً؛ فتمتع الموظف بالإجازة سوف يعطيه راحة في بدنه ونفسه.

* تعتبر الإجازة فرصة لزيارة بيت الله الحرام والمسجد النبوي وفرصة كذلك لزيادة الترابط الاجتماعي بزيارة الأقارب والأصدقاء.

* إن الإجازة فرصة أيضاً للموظف لقضاء بعض أموره الضرورية الذي لم يُمَكِّنْه الالتزام بالدوام من قضائها وهو على رأس العمل.

* يستطيع الموظف خلال مدة إجازته أو جزء منها التفرغ للقراءة أو البحث أو اكتساب مهارة معينة في مجال اللغات أو الحاسب الآلي أو الاتصالات وغير ذلك.

* مساعدة الموظف وعائلته في الاطلاع على كثير من المواقع، سواء في المدينة التي يوجد بها مقر عمله أو خارجها التي لم يستطع زيارتها خلال وجوده على رأس العمل، أو السفر للتعرف على كثير من الأماكن السياحية والأثرية والحضارية في بلاده كمناطق عسير والباحة وتبوك والجوف والشرقية ومدائن صالح والمركز التاريخي في العاصمة الرياض ونحو ذلك.

* سوف يعود الموظف الكفء إلى عمله بعد انتهاء إجازته وهو أكثر إقبالاً ونشاطاً وحيويةً؛ مما ينعكس إيجابياً على عمله، أما الموظف المقصر فسوف تكون الإجازة فرصة لجهة عمله للكشف عن المزيد من سلبياته ومعالجتها.

والإجازة السنوية تُمنح للموظف الحكومي وغيره براتب كامل، وتعتبر ضمن مدة الخدمة النظامية؛ فهي محسوبة لكافة الأغراض الوظيفية، بما فيها احتسابها لغرض التقاعد والتأمينات الاجتماعية، والإنسان لا يستغني عن الإجازة مهما كان موقعه، سواء كان موظفاً كبيراً أو رجل أعمال أو موظفاً متوسطاً أو صغيراً، وتختلف مدة الإجازة السنوية من فئة إلى أخرى؛ فهي للوزراء والأعضاء في مجلس الوزراء وأمراء المناطق لمدة ستة أسابيع ولنواب الوزراء وموظفي المرتبة الممتازة لمدة شهر، ولأعضاء مجلس الشورى 45 يوماً وللقضاة والموظفين 36 يوماً ولأعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمدرسين فترة العطلة الصيفية على ألا يقل ما يتم التمتع به عن 36 يوماً وللمتعاقدين غير السعوديين في الوظائف الحكومية 45 يوماً ولموظفي وعمال القطاع الأهلي 15 يوماً لمن مضى سنة في الخدمة تزاد إلى 21 يوماً لمن أمضى عشر سنوات.

والإجازة، وإن كانت حقاً للموظف العام وموظف القطاع الأهلي، إلا أن منحها للموظف مرهون بموافقة جهة عمله؛ كونها المسؤولة عن مصلحة العمل في حدود نشاطها؛ فمنح الموظف إجازته ينبغي ألا يتعارض مع مصلحة العمل باعتبار أن مصلحة العمل أولى من مصلحة الموظف إلا أن هذا لا يعني تحكم الإدارة العامة أو الخاصة في حق الموظف بالتمتع بإجازته؛ إذ إن عليها أن تضع برنامجاً سنوياً، خاصة في وقت موسم الإجازات، وهو فترة الصيف؛ لتمتع الموظفين بإجازاتهم، وبما يضمن استمرار حركة العمل وعدم تأثرها بغياب الموظفين المجازين.

فاكس رقم 4032285



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد