Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/07/2008 G Issue 13075
الاربعاء 13 رجب 1429   العدد  13075
أعمال لا ينجزها إلا الكبار

دائماً الأفكار النيرة والمبادرات الرائدة، عندما تجد رجالا ذوي همة عالية، ويتحلون بنفوس خيرة تتحقق أفضل الأعمال، وتتحقق للإنسانية إضافات خيرة.

دائرة الفعل ومساحة الخير تتسع أكثر وتكتسب فضاءات أكثر إذا كان الفعل يتبع المبادرة التي تزداد أهميتها وقيمتها بازدياد الجهات المستفيدة منها، فكيف إذا كانت مساحة الاستفادة كوكب الأرض بكامله، والذين يجنون ثمار الفعل البشرية بكل أصنافها.

ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي يفعلها اليوم برعايته وافتتاحه لمؤتمر مدريد العالمي للحوار، هي تجسيد وتحقيق للأعمال الكبيرة التي لا يتقن ولا يحسن إطلاقها إلا الكبار.

والمؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين والتي بشر بها لمعالجة الخلل والتفكك والأزمة التي تعيشها البشرية جمعاء في وقتنا الحاضر.

أزمة كما أكد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء مخاطبته المشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي في 15-17-3-1429هـ والذي عقد في الرياض، أزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق وجوهر الإنسانية.

في ذلك اليوم أفصح المليك عن مبادرته في العمل على عقد سلسلة من مؤتمرات الحوار لممثلي الأديان السماوية والفلسفات المعاصرة، وقبل ذلك كانت الفكرة تدور في ذهن خادم الحرمين الشريفين التي ناقشها وبحثها مع القادة والمفكرين في العالم الإسلامي والغربي والشرقي، وكانت الفكرة حاضرة في كل مباحثاته ونقاشاته مع الزعماء السياسيين والروحيين ومنهم بابا الفاتيكان في كل زياراته التي شملت الغرب والشرق معاً لتتبلور الفكرة بعد اقتناع كل من عرض عليه المليك المبادرة، وهكذا نضجت مبادرة خادم الحرمين ليطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان، يتوجهون إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه.

مبادرة المليك التي حظيت بدعم علماء المملكة ثم دعمت بعلماء المسلمين أثناء المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في جمادى الأولى هذا العام.. تؤتي أكلها وتتوج بعقد المؤتمر العالمي لحوار الأديان اليوم في مدريد محققة إنجازا لا يحققه إلا الكبار.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد