Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/07/2008 G Issue 13075
الاربعاء 13 رجب 1429   العدد  13075
أهمية تحديد مواعيد نتائج الشركات وتوقعاتها المستقبلية
محمد العنقري

يعتبر السوق السعودي الوحيد تقريبا بين أسواق المنطقة الذي يحدد مدة معينة لإعلان الأرباح ويسجل لهيئة السوق المالية إلزامها جميع الشركات المدرجة بإعلان أرباحها في الأسابيع الثلاثة الأولى التي تلي نهاية كل ربع مالي، بل وطبقت الهيئة عقوبات بحق الشركات المتأخرة سابقا إلا أن السوق بحاجة لأن تقوم الشركات بتحديد مواعيد ثابتة تلتزم بإعلان نتائجها فيها تحدد باليوم، بل وفي توقيت الإعلان قبل افتتاح السوق أو إغلاقه.

إن أهمية هذه الخطوة تأتي من خلال أعطاء المتداول فكرة كاملة عن مواعيد الإعلانات وبالتالي إلغاء عنصر المفاجأة بالنسبة له؛ فأحيانا يقوم المتداولون ببيع أو شراء سهم شركة معينة ويفاجؤون بإعلان النتائج بذات اليوم مما يعني تكريس العشوائية باتخاذ قراراتهم وباستعراض أسلوب إعلانات الشركات نجد الكثير منها لا تلتزم بيوم أو توقيت محدد؛ فتارة تعلن النتائج ببداية فترة الإعلانات وأحيانا تتأخر عن ذلك ومرة تصدر الشركات إعلاناتها قبل افتتاح السوق وأحيانا بعد الإغلاق ماعدا بعض الشركات القيادية التي تعلن بتواريخ محددة كعرف وليس التزاما.

أما العامل الآخر الذي يساهم كثيرا بتذبذب أسعار الشركات هو افتقار الإعلانات للنظرة المستقبلية فمن غير المعقول أن تستثمر في شركة ولا تعرف ما ستحققه بالربع القادم أو كامل السنة ومن المعروف أن الاستثمار قائم على قاعدة أساسية هي انك تشتري المستقبل وليس ما مضى فقد لا تستطيع الشركة تحقيق معدلات نمو قوية في المستقبل مشابهة لما تحققه اليوم، كما أنها قد تكون في بداية نمو مستقبلي نتيجة عوامل تطويرية أو هيكلية أو نشاط غير مسبوق في قطاعها مما يعني أن أرباحها المستقبلية ستتغير للأفضل فيكون القرار بالتخلص منها مع إعلان باهت خاطئ ,فغالبية الأسواق العالمية لا تلقي بالا لشركة لا تتكلم عن نظرتها المستقبلية لنشاطها، وبالتالي يصبح قرار التعامل مع السوق برمته كالسير في نفق مظلم يكتنفه التخبط والعشوائية.

فنأمل أن نرى بالمستقبل القريب إلزام الشركات بهاتين النقطتين، بل وقيام الشركات بتذكير المتعاملين في منتصف الفصل المالي بموعد الإعلان و تأكيد الشركة بأن نتائجها ستأتي طبقا لما أعلنت عنه مسبقا أو أي تغير قد يطرأ عليها سلبا أو إيجاباً.

إن حدة التذبذبات بالسوق أحد أسبابها الرئيسية غياب هذين العاملين وهما من دعائم حضور المعلومة الكافية لاتخاذ القرار وخطوة مهمة باتجاه رفع كفاءة السوق فبدلا من وصف المتعاملين بقلة الوعي الاستثماري علينا توفير كل السبل لتحسين اتخاذ القرار من قبل المستثمر عوضا عن تركه يفك طلاسم الإعلانات ويضع توقعات لا تبنى على أساس علمي يتطلب توفير كل المعلومات بشكل دقيق لتأتي بعدها الاجتهادات بشكل صحيح؛ فكوننا سوقا ناشئا لا يعني أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون بل من حيث انتهوا.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد