Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/07/2008 G Issue 13075
الاربعاء 13 رجب 1429   العدد  13075
نهارات أخرى
نور و(الله يرحم مزنة)
فاطمة العتيبي

سجّلت إدارة الأحوال المدنية بمنطقة الرياض في الشهور الأخيرة ما يقارب حوالي 700 طفلة باسم لميس وتم تغيير اسم 200 فتاة من أسمائهن الحقيقية إلى اسم لميس، كما سجّلت ما يقارب 500 طفل باسم يحيى و300 طفلة باسم نور و200 طفلة باسم رفيف.

يأتي هذا بعد موجة المسلسلات التركية التي تبثها قناة Mbc في هذه الفترة مما أدى إلى إعجاب المشاهدين بشخصيات المسلسل وتسمية أبنائهم بأسماء هذه الشخصيات).

نشرت جريدة الوطن هذا الخبر وأشكر الأخ القارئ فيصل التميمي الذي أرسله على بريدي مع هذا العنوان الساخر الذي وجدته دالاً وموحياً لما يمكن أن يُقال حيال هذا الهوس الرومانسي التركي الذي يغزو مجتمعنا وأدار الرؤوس عن أهل هيك وخيو إلى حيث أورغل باشا وجماعته!

(الله يرحم مزنة) أظن ولست متأكدة أن هذا مثل يتداوله أهل بريدة للسخرية من التحديث والتقليد الجديد الذي يقتلع الأشياء الأصيلة ويجعلها في نظر الناس عتيقة يستبدلونها بقشورية المظاهر بما هو أدنى منها، تلقيت تعليمي الجامعي في بريدة وبقي في الذاكرة بعض من الظرف البريداوي البسيط, وأتمنى أن أكون فسّرت المقولة وفق دلالاتها وتأويلاتها.

أضع رقماً سرياً لقنوات (ام بي سي)، شاهدت مسلسل نور عدة حلقات بعد أن (طحت) فيه صدفة يجذبك في البداية بغية اكتشاف حياة مجتمع جديد تماماً مثلما قادتنا رغبة الاكتشاف لمتابعة المسلسلات المكسيكية قبل أكثر من عشر سنوات, (نور, وسنوات الضياع وكل هذه القصص تسوق نفسها بالبذخ والثراء والوسامة والعاطفة المثالية التي تصبح مملة وسمجة لبقائها في دائرة سطحية لا تتجاوز الجسد, مهند يشك بزوجته نور وسرعان ما يتعامل معها كخائنة مع أبسط موقف مستجد. الحب هنا بناء هش يسقط مع أول قطرة مطر تأتي من السماء، الشخصيات مرسومة من الخارج, كنت أود أن أعرف الجد وكيف تمأسست شخصيته, وكيف عبت حياته في خضم دولة متغيِّرة سياسياً مثل تركيا, تبدو نور ساذجة على الرغم من أنهم يتحدثون عن ذكائها, لكن الصورة التي يتقبلها الناس عن المرأة هي أن تكون جميلة وقليلة الذكاء وطيِّبة وساذجة, فالذكاء والعقل للذكور والجمال وقلة الذكاء للنساء!! ومن تتسم بالذكاء تخرج من قائمة النساء الذهبية ولربما دخلت دائرة الرجال!

لم تتوهج الشخصيات من الداخل وغابت الشخصيات النامية, فلا أحد يتغيّر أو يكبر أو نعود لنتعرَّف إليه في طفولته.

إنه بكل المقايس لا يستحق المشاهدة أكثر من حلقة أو حلقتين, لمن يتابع ليستمتع بقصة ولغة وحوار وتصوير وفن وإخراج, أما من يتابع ليتعلّم الرومانسية أو ليعشيها تعويضاً عن واقعه، فهو بالتأكيد سيدفع اشتراكاً ل(ام بي سي بلس) التي يعلن عنها ليطلب مشاهدة نور متى شاء هو لا كما تشاء المحطة!

الغريب أن ثمة أمهات يجادلن طويلاً ويناقشن بحدة أموراً دينية فرعية ومختلفاً حولها وبعضها لم يرد فيها نص, ويكدن يخرجن من الملة لابسات عباءة الكتف, يتركن بناتهن المراهقات يشاهدن منفردات غراميات مهند ونور قبل وبعد الزواج وعلاقات بانة المحرّمة, بل يتندرن بأن بناتهن يحفظن المسلسل عن ظهر قلب وذلك بتسميعهن الحوار في حلقة الإعادة!!

البناء الهش يسقط سريعاً, والإرغاء والازباد لا يمكث في الأرض!



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد