Al Jazirah NewsPaper Monday  21/07/2008 G Issue 13080
الأثنين 18 رجب 1429   العدد  13080

الأجنحة الخاصة
د. موسى بن عيسى العويس

 

في إحدى المناطق الجنوبية الغالية في نفوسنا، وبالتحديد في منطقة (عسير)، بادر أميرها بإلغاء ما يسمى (الأجنحة الخاصة) للمرضى، وهو موقف يذكر له ويشكر.

موقف عظيم، ينم عن استشعار منه للدور المؤمل من السلطات العليا في كل منطقة تجاه قضايا المواطنين وتلمس احتياجاتهم في أي مجال. هنا تتجلى إنسانية (القائد)، حين يستشعر أحوال الناس ويستقصيها، حال الصحة والمرض، والفقر والغنى، الكبير والصغير، الحاضرة والبادية، فلا مجال للفئوية التي تحرم فئة على حساب أخرى في الخدمات الإنسانية التي تعد من ضرورات الحياة.

أجزم أنه في هذا البلد المتآلف المتكاتف لا تقر عين مسؤول، يحمل جزءاً من مهام الرعية، يقف أمام مقرات (طوارئ المستشفيات)، أو في الممرات، ويرى أرتالاً من المرضى، ذات اليمين وذات الشمال، قد يكون بينهم المتوفى، أو من ينتظر ذات المصير في أسوأ ظرف بالتأكيد لا يمكن لمسؤول أن يرى ذلك دون أن تتحرك فيه غيرته الدينية، والوطنية، والاجتماعية، أو أن يتنصل من الموقف، ويرميه على جهة ما.

هذا ما لم يفعله سمو أمير تلك المنطقة.

بعض المواقف التي تشاهدها في بعض المستشفيات، والطوارئ منها على وجه الخصوص في المدن المكتظة، وفي بعض المناسبات الموسمية تنقل ذاكرتك مباشرة إلى مشاهد بعض الدول التي تعاني من أزمات الحروب والصراعات والكوارث على مختلف أنواعها، حمى الله هذا البلد، وسائر الشعوب من شرها. وفي مثل تلك المواقف واللحظات يستشعر الإنسان قيمة نعمة الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان.

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلى المرضى، وهي في تقديري من أجلّ النعم وأعظمها على الإنسان، بل هي أغلى ما يمتلكه ويسعى إلى تحقيقه، وعلى مستوى الوعي يكون الإدراك لذلك.

الجميع يعلم أن الخدمات الصحية من أصعب الخدمات، وأكثرها كلفة، وخطورة التهاون فيها، أو الخطأ والتقصير لا يقارن بغيرها، وربما تحملت الشعوب تبعاته على مدى عقود طويلة، وبخاصة فيما يتصل بالأدوية، أو العلاج الوقائي للمجتمعات، كأنواع التحصينات، والتطعيمات ضد الأوبئة، أو الأعراض المعدية.

المريض يلتمس الدواء بأي وسيلة، وبأيسر طريقة، ومهما حاولنا أن نبرر له الموقف فإنه من الصعب تقبله بأي حال من الأحوال، وهو بلا شك في موقف يستدعي التعاطف ويستشعره. نحن في هذا البلد، وفي عهد خادم (الحرمين الشريفين) الملك عبدالله، رجل التنمية، وملك الإنسانية، وصديق الشعوب ستشهد الخدمات الصحية قفزة كبيرة خلال العامين القادمين من خلال مؤشرات المشروعات الصحية العملاقة التي تنفذ، ومن هنا ستقع المسؤولية كاملة على كواهل القائمين عليها، لاستثمارها وتوظيفها بصورة تحقق جزءاً من الأمن الصحي، والرفاهية التي ينشدها كل مواطن، وكل مقيم.

إشراقات

قل للطبيب تخطفته يد الردى

من يا طبيب بطبه أرداكا؟

قل للصحيح يموت من لا علة

من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟

قل للجنين يعيش معزولاً بلا

راع ومرعى ما الذي يرعاكما؟

قل للوليد بكى وأجهش بالبكا

لدى الولادة ما الذي أبكاكا؟

إنه القائل في محكم التنزيل {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}

dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد