Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/07/2008 G Issue 13089
الاربعاء 27 رجب 1429   العدد  13089
يارا
عبد الله بن بخيت

من الصعب الكتابة الجادة في الصيف. مع حلول كل صيف كنت أكتب مقالات تحت عنوان (من لغو الصيف). عنوان أخذته من طه حسين (رددت هذه المعلومة يمكن عشر مرات).عنوان أستمتع به. استقر في ذاكرتي مع بداية الدراسة في المرحلة المتوسطة. لا أتذكر من زرع طه حسين في رأسي، ولكني متأكد أن أستاذ اللغة العربية لا يد له في ذلك. لم يعلمني أساتذة اللغة العربية أي شيء له قيمة نقدية. إذا راجعت تاريخ مدرسي اللغة العربية والأدب والنصوص كما كنا نسمي المواد الأدبية, أتذكر أنهم كانوا مدربين أحسن تدريب على زراعة الجمود والذوق القطيعي. لا شيء يميزهم عن بعضهم البعض. كانوا متشابهين كأنهم تخرجوا من مصنع سيارات وليس من أرحام النساء. لا يعترفون بالاختلاف والتنوع الإنساني. يعود ذلك في جزء منه إلى المادة التي كانوا يزكوننا بها. لا وجود لطه حسين وغيره من الكتاب غير النمطيين في المدرسة إلا من باب الشتم والإبعاد عن الملة. أعتقد أن هذا واحد من الأسباب التي عرفتني بطه حسين. كلما شتمه مدرس اللغة العربية نركض إلى البطحاء و نشتري كتبه. نريد أن نعرف السر. عرفناه أخيرا. انتفاء اليقين. الصح والخطأ نسبيان دائما. يتوقف أمرهما على الزاوية التي تطل منها على هذا العالم. انتهى طه حسين فكريا وثقافيا وأصبح جزءا من التاريخ الثقافي والأدبي. يبقى شيئان لا أنساهما لذلك الأديب. لم أتعلم منه كيف أفكر لكن سلوكه علمني كيف أصبح مستقلا، وطريقته في الكتابة حثتني على سلوك طريق الأدب. نظرت إليه كمعلم للتعبير. مازال أسلوبه جذابا بالنسبة لي. مجموعة كبيرة من عباراته حفظتها كما أحفظ الشعر. تعلمت منه كيف أكتب الجملة والعبارة. بعيدا عن هذا فأستاذي في المعرفة هو شغفي ومحاكمتي الدائمة للحقائق السائدة.

من لغو الصيف عنوان خفيف ومعبر. يوحي بكسل الصيف. يذكرني بميرفت أمين في عز جمالها على شاطئ البحر في صيف الإسكندرية. كان ظهورها الأول في فيلم خلب لب الشباب والمراهقين وكبار السن وكل من يملك حاستي السمع والبصر. لا تسألوني اسألوا عيال شارع الخزان في الأزمنة القديمة.

أستغل كلمة (لغو) المهيمنة على العنوان لأحشر فيها أفكاري المشتتة. أشعر بقدرته على إكساب المواد المبعثرة شيئا من المنهجية والوحدة. لولاه ما قدرت على تذكر ميرفت أمين ومدرس اللغة العربية في ذات الوقت. لا أحتاج أن أصف لكم ميرفت أمين. بقليل من التخيل تصلون إلى ما يمكن أن أصفه في مجلدات، ولا أملك في الوقت نفسه الشجاعة كي أصف لكم مدرس اللغة العربية خشية أن تهجروا هذه الزاوية, لكن صورتي أعلاه سوف تعطيكم فكرة سريعة عن وسامته. أعتقد بعد كل هذا الشرح أصبح لغو الصيف واضحا وكثيفا في مخيلتكم. حتى تمتعي بالإجازة السنوية سوف أركز على هذا الموضوع ( أي موضوع!؟)

فاكس 4702164
YARA.BAKEET@GMAIL.COM


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد