Al Jazirah NewsPaper Friday  01/08/2008 G Issue 13091
الجمعة 29 رجب 1429   العدد  13091
المؤشر يخسر 612 نقطة في يوليو والمسار الهابط يستمر في ظل تراجع القياديات
صانع السوق.. والضرورات الملحّة

د. حسن الشقطي*

أغلق سوق الأسهم هذا الأسبوع عند 8741 نقطة خاسراً حوالي 340 نقطة، بشكل وصلت معه خسائره خلال شهر يوليو إلى حوالي 612 نقطة أو ما يعادل 6.5%، وهو معدل خسائر يعتبر ليس قليلاً إذا أخذنا معه القمة التي سقط منها المؤشر خلال فترة قصيرة عند الـ 9700 تقريباً، وذلك بلا أسباب معروفة .. ويأتي هبوط هذا الأسبوع في ظل إدراج سهم معادن الذي كان البعض يراهن عليه في تعزيز السيولة المتداولة على الأقل لفترة لا تقل عن أسبوع، إلا أن السهم أدرج ولم يزد حجم السيولة اليومية في يومه الأول عن 9.1 مليار ريال، في حين انخفضت في اليوم الثاني إلى 4.2 وانحدرت في اليوم الثالث إلى 1.7 مليار ريال، وجميعها قيم لا توازي المتوقع، بل إنّ سعر تداول السهم الذي لم يتجاوز الـ 32 ريالاً لم يأت حسب آمال المكتتبين .. إنّ المسار الهبوطي بدأ يظهر هذا الأسبوع ككبوة جديدة للسوق وربما تفوق كثير من كبواته الماضية، وخاصة مع الانحدار المتتالي في السيولة المتداولة .. إن هذا الشهر من المعتاد فيه ضعف مستوى السيولة المتداولة بسبب فترة الإجازة الصيفية، ولكن تزداد المخاوف الآن نتيجة بدء الاستعداد لدخول رمضان المعظم .. فهل السوق قادر على الارتداد رغم دخوله وفترة ركود الصائمين؟ أم أن مجرد وجود كبار المستثمرين في رمضان قادر على تحريك المؤشر المتهاوي؟

المؤشر يخسر 340 نقطة رغم إدراج معادن

بدأت حركة التداول هذا الأسبوع على ضعف بشكل مماثل لحالتها في الأسبوع الماضي .. إلا إنه رغم أن خسائر المؤشر جاءت طفيفة يومي السبت والأحد، فقد خسر المؤشر 137 نقطة يوم الاثنين .. وهو اليوم الذي أدرج فيه سهم معادن الذي كان يفترض فيه أن تتأثر حركة التداول إيجاباً بالوافد الجديد، وخاصة أن السوق يمر بفترة تشبع بيعية، ومن ثم فإنه كان يفترض أن يستغل إدراج معادن في إحراز بعض الصعود .. أما الأمر المستغرب أن السوق بعد خسارته لـ 137 نقطة يوم الاثنين، فقد خسر 32 نقطة يومي الثلاثاء والأربعاء .. إن حركة التداول أصبحت غير طبيعية لدرجة أن حجم الخسارة يومي الثلاثاء والأربعاء جاءت متساوية تماماً.

يوليو الأسوأ على سابك والراجحي

بلا أسباب معروفة أو بلا مقدمات مالية أو فنية ترتبط بالشركات، انحدر سهما سابك والراجحي انحداراً شديداً خلال شهر يوليو الحالي .. حيث انحدر سهم سابك من 140.25 إلى 129.25 ريال أي خسر حوالي 11 ريالاً أو ما يعادل 7.8% .. وقد لوحظ أن جزءاً كبيراً من هذه الخسارة جاء خلال فترة انشغال المتداولين بإدراج معادن .. أي أن صناع السوق بالفعل كان يخططون لضرب سابك خلال وقت مخطط .. ولما كانت سابك هي المصير الأخير للمؤشر فإنه بشكل أو بآخر يمكن استنتاج أن هبوط سابك بهذا الشكل يمثل ركناً أساسياً في هبوط السوق .. كذلك الحال بالنسبة للراجحي الذي هبط من 88 إلى 82.25 ريال .. بل إن ركوده خلال معظم جلسات الشهر وانخراطه بعيداً عن ساحة الربح (حيث أحرز خسائر على مدى 14 جلسة من إجمالي 22 جلسة) يعتبر في حد ذاته باعثاً على مزيد من الضغوط على المؤشر.

أسباب ضعف السيولة

لا يوجد تفسير منطقي لضعف السيولة، سوى أن شهر يوليو الحالي من المعروف أنه الشهر الأكثر خروجاً للمتداولين السعوديين للخارج .. بل إنه الشهر الذي يكثر فيه الابتعاد كلية عن سوق الأسهم .. بل إن الأمر يبدو واضحاًً أن فئة كبار المستثمرين تبتعد فعلاً في هذا الشهر عن السوق .. ولكن التساؤل الذي يثير نفسه لماذا في كل مرة يبتعد كبار المستثمرين عن السوق تزداد فيه الضغوط على المؤشر؟ فهل هم لا يرغبون في أن يربح غيرهم خلال فترة عدم وجودهم؟ وإذا صدق ذلك .. فكيف يستطيعون أن يصيبوا السوق بهذا الضعف؟ إنه ليس ضعفاً لأن الضعف هو مسار ليس هابطاً بقوة وليس صاعداً بقوة .. ولكن ما يحدث الآن هو هبوط بقوة وبشكل مستمر .. في اعتقادي أن الأمر يتجاوز مجرد إجازة صيفية للمستثمرين ولكن على ما يبدو أن هناك من يسعى لاستغلال هذه الفترة لتحقيق أهداف أخرى أبرزها الوصول إلى قاع معين فائت .. إن استمرار المسار الحالي يمكن أن يكون خطيراً وخاصة أننا أصبحنا على بوابة كسر الـ 8500 نقطة والتي يمكن أن تهيئ الطريق بسهولة لكسر الـ 8000 نقطة وهنا مكمن الخطورة التي يخشاها كل متداول، لأنها بسهولة تعدينا إلى مضمار مستويات عام 2007 المخيفة، والتي تأتي في ظل تكدس السوق بمئات الآلاف من الخسائرين، ليس في عام 2006 ولكن خلال الأعوام الثلاثة كحصيلة عامة..

من الرابح في السوق؟

رغم المكاسب الكبيرة التي حققها كثير من المتداولين في كيان وجبل عمر وزين وغيرها من أرباح الاكتتابات التي وصلت إلى نسب كبيرة .. بل وحتى مع الأرباح الخيالية (نسب الألف في المائة) التي أحرزها الكثير من المكتتبين في أسهم شركات التأمين، بل حتى رغم أرباح المضاربة اليومية والتي يقول البعض إنها تصل إلى 10% يومياً .. إلا أنك إذا سألت عن الرابحين في السوق فقد ترهق من البحث ولا تجد كثيراً منهم .. ولكنك عندما تتحدث عن الخاسرين فإنهم كثير جداً .. إننا نعني الخسارة في رأس المال أو في حصيلة تعامل مستثمر مع السوق .. نعم هذه الخسارة يتحمل المسئولية عنها أصحابها، ولكن أيضا يتحمل القائمون على السوق مسئولية الاضطراب الذي يستمر فترات وفترات ولا يتحدث عنه أحد (لا أحد يطمئن ولا أحد يصرح بأن ذلك ليس منطقياً)، وبالتالي فإن جزءاً من هذه الخسائر تقع خارج نطاق مسئولية الأفراد ويسأل عنها مسئولي وصناع السوق، وخاصة أن الخسائر لم تلحق بالأسهم الخاسرة فقط، ولكن لحقت بالسوق ككل.

صانع السوق .. والضرورات الملحّة

إذا كان الحديث عن صانع السوق أمراً هاماً في ظل رحلة المؤشر من الـ 20 ألفاً إلى الـ 7 آلاف، فإنه يصبح ضرورة ملحة الآن لصنع الاستقرار السوقي وبالتالي للحفاظ على رؤوس الأموال المتبقية في أيدي المستثمرين الذين صمدوا ولم يتخلوا عن السوق رغم خسائرهم الكبيرة .. إني على يقين بأنه سيأتي يوم ويتم فيه تنفيذ صانع السوق .. ولكن لماذا ليس الآن أو أمس؟

(*) محلل اقتصادي


Hassan14369@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد