Al Jazirah NewsPaper Friday  01/08/2008 G Issue 13091
الجمعة 29 رجب 1429   العدد  13091
السلام والحراك السياسي في إسرائيل

الحراك السياسي في إسرائيل الذي كان آخره إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت عن عزمه عدم ترشيخ نفسه في الانتخابات القادمة بعد أن خنقته فضائح الفساد والشبهات، وما تلا ذلك من استبعاد الليكودي المتطرف بنيامين نتنياهو إقامة أي تحالف مع زعيم حزب كاديما, يجعل دائرة الأحداث تعيد نفسها من جديد بحيث تتكرر معرقلات السلام المعتادة نفسها والمرتكزة على طبيعة السياسة الداخلية لإسرائيل وتجاذبات اليمين واليسار وحتى مزايدات المتطرفين الطوباويين داخل التيار المصنف والمحسوب على التطرف.

لقد ظلت عملية السلام مع الجانب العربي الذي قدم كل ما يمكن تقديمه من مبادرات السلام والجهد لأجله ضحية لمزايدات الإسرائيليين وصفقاتهم الحزبية التي غالباً ما تقعد تحت الطاولة لجمع (هلاهيل) الحكومات الائتلافية حتى وإن كان ذلك على حساب مشروعات التسوية وإغلاق أسخن الملفات في الشرق الأوسط وأخطرها.

ما هو مطلوب الآن من قبل دعاة السلام في إسرائيل وبعد أن تغيب شمس أيهود أولمرت هو أن يتحلى قادة الحكومة الجديدة التي يبدو أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني الأوفر حظاً بقيادتها ولو بالنزر القليل من تحمل المسئولية التاريخية والإنسانية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإعطائه المزيد من الأمل لأجل تخفيف جرعة الإحباط التي أصيب بها، وذاك لا يتم إلا من خلال إبعاد وحماية المفاوضات مع الفلسطينيين وحتى مع الجانب العربي من نزق التطرف التلمودي الذي تتلمذ عليه ساسة تل أبيت وتمرس عتاة سياسييهم على ممارسته ووضعه كأجندة ثابتة في علاقاتهم مع جيرانهم العرب، حتى لا تعود دائرة الأحداث إلى نقطة البداية من جديد وتضيع الصيف اللبن.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد