Al Jazirah NewsPaper Friday  01/08/2008 G Issue 13091
الجمعة 29 رجب 1429   العدد  13091
البحث عن مرقب الإنصاف
غالب السهلي

في ثنايا الحديث عن العمل الإداري بالأندية، تقف أمامي عثرات متعددة ربما للمسؤولية البسيطة وغير المحسوسة دورها في أن أترك التراكمات التي عايشتها جنباً وأبقى كما بدأت مرحلة العمل عاجزاً عن البوح بمكنوناتي وما يجول بخاطري؛ لأنها المسؤولية المرتبطة بمعايير نظامية.

* لقد آنست فيما سبق نقاشات كثيرة، أهتم من خلالها بكل شأن إداري تضمن كافة الجوانب الإيجابية أو السلبية، السعيدة والمحزنة، الواقعية وغير الواقعية، المنطقية وعكسها، فآثرت البعد عن كل ذي لب يفهم مقصدي وسياستي (المفصلية)، وليتني حين هممت البدء جمعت شرائح من منطقية ومشاعر وأحاسيس كتاباتي كي تكون دلالات قد يقبلها كل متابع يريد أن يعرف خبايا العمل الإداري ولو على مضض.

* المسؤولية في إدارات الأندية مهما تنوعت أحجامها قد تكون مطمعاً وقد تكون تغييراً لأنماط أصحابها، ولذلك مهما اختلفت التوجهات في دور كل مسؤولية فإن المصير هو تعكير الأجواء برمتها فتكون الصفة المكتسبة بعد ذلك الغلاضة وربما تتعدى إلى ما هو أكبر، لأن مايهم في كل مسؤولية أن لا تتجاوز حدود المسؤوليات الكبرى، ومن غير المقبول أن تكون (الحسنى) لمن يقل مستوى بمسؤولياته!.

* وحينما يرتبط كل ذي مسؤولية في ناديه فإن أمامه خياران، إما أن يتابع المسير يرى ويسمع ويعي كل شيء حوله فيكون حيادياً منصفاً، مراعياً مسؤوليته، ومراعياً مشاعر كل الذين يترقبون النتائج، وذلك من خلال التحفيز والعمل بإخلاص وتقبل العناء واختلافات وجهات النظر وربما الاتهمات، بل وربما مخططات الإقصاء، فيكون صاحب مساع جادة للإصلاح، فناديه له ولغيره ونجاحه نجاح دائم تجنى ثماره مستقبلاً.

* وإما أن يكون (إمعة) يقر ما يقر، ويهز برأسه على كل قرار كان جيداً أم سيئاً، لأنه يخشى أن يفوته تمثيل ناديه في بعض الوجاهات العادية، وإلا فهو لم يكسب ولا السمعة الجيدة أو الثناء المفروض أقصد الثناء الحلم، فيكون عالة على تاريخ ناديه ومن يخلفه سيتهم بإصلاحات ما تم إفساده من قبله.

* فكيف بدور الذي تزامنت مسؤوليته بين المنطق والمفروض؟... هل يستعفف أم يدخل معترك عرفت نهايته بالتواضع؟.... أو هل يكون صادقاً بإجاباته أم (مدافعاً) بها حتى لا ينتمي إلى صفوف الأضداد؟!.

* لقد اختلفت المفاهيم، فالعالم في تطور، وسباق المعلومات يشارك فيه الصغير والكبير، ولم يعد هناك ما يجب التكتم عليه، فالوضوح سبيل لابد منه... لذلك لا غرابة أن (يفحمك) وأنت مسؤول شخص لم يدني شبراً للمسؤولية لأنه استفاد من التجارب وتعلم من كل ما يطرح على مستوى العالم وعبر ضغطة زر فقط.

* وأحياناً قد يحدث التقصير في العمل الإداري لأسباب عدة، بالإجبار أو الخيار، وذلكم بديهي يحدث للإدارات على مستوى الأندية وعلى مستوى الشؤون الأخرى... لكن أن يلام المرء على تقصيره وقد وقفت المسببات عائقاً ووضعت كل الحواجز أمامه فهذا الذي لا يقبل شرطاً ولا تعقيباً.

* وأحياناً تكون المشكلة حينما ترتب الأمور حسب مفاهيم كل فرد يلاقيك ويناقشك وربما تحدث من خلفك أو تزعم مجموعته بأنه الفاهم والعارف والأجدر بتحمل كل المسؤوليات، ولذلك يبقى واجب المتلقي تكوين أكثر من فكرة مفادها أن هذا الإداري غير صالح حتى لأدنى مسؤولية، وأن الفكر والنضج والفهم ليس إلا لهم وإن كانوا يجلسون يترقبون ويناظرون في استراحاتهم أو في مقاهيهم التي يرتادونها.

* تحطيم القدرات الإدارية له عدة أوجه، وليست العملية صعبة... فقط في أن يقلل من شأنه وتسلب صلاحياته بالتجاوز، ويرمى بالتقصير وطبعاً بالإيعاز، يتناول صحفياً وفي المنتديات عبر الأسماء المستعارة.. فضلاً عن أساليب التطفيش المعروفة.

* خسران القدرات الإدارية الشابة خسران للأندية ذاتها، فهؤلاء هم وقودها الدائم... بهم تنتهض الأندية وبسواهم تسقط، وهناك من النماذج ما يقع موقع الوسائل المقنعة على صحة كلامي، فبدايات السقوط تبدأ بعدم الاعتراف بهذه الطاقات وبالتالي عدم احتوائها، فتكون المعضلة التي يتفاداها كل مقتدر على العمل الإداري أنه يخشى أن يصل به الأمر إلى أن يكون مفسداً ومن نواياه إسقاط ناديه!!!.

* ومن المعضلات التي يواجهها الشباب الطموح الفلسفات الغريبة التي يخرج بها كل من يرى أنه هو ثم النادي وهم كثر، كأن يصبحون (غثاثاً) لا يطاقون، وتناولهم بالسخرية من الأشياء المألوفة فهم وإن تركوا بيوتهم وزوجاتهم وأولادهم ومصالحهم من أجل خدمة أنديتهم فإنهم (مضغة) سهلة في ألسن أولئك الفلسفيون.

* بالله عليكم... إلى متى ونحن نلهث وراء آراء أصحاب الأسماء الشخصية التي تسبق أسماء الأندية حينما يعبثون بشواهد حية من شأنها إحداث تغييرات في نوعيات مختلفة لعل أهمها وأبرزها نقل مواقع أندية لم ترتق وطموحات محبيها.

* وفي النهاية.. إذا أدرك ما ذكرته، فليقف معي الجميع ويطالبوا بحفظ حقوق المجتهدين، ويقفوا معي بوجه المتسمين بأسمائهم على أنهم هم الأندية، ونخالفهما ممسكين بيد كل شاب موهوب جاء لخدمة ناديه بالمجان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد