Al Jazirah NewsPaper Monday  01/09/2008 G Issue 13122
الأثنين 01 رمضان 1429   العدد  13122
عمالة استغلت الحديد، وأخرى تخزن (الخضار).. بعد عام من الكارثة
سوق البطحاء ينفض غبار (الحريق) ويستعد لإنطلاقة جديدة

«الجزيرة» - عبدالله المحيسن:

يستعد سوق البطحاء اشهر الاسواق الشعبية في مدينة الرياض لاستعادة نبضه وعودة الحركة التجارية له بالاقتراب من انهاء عمليات الترميم والتي استمرت لعام كامل واعادة بناء المنشآت التي منيت بخسائر فادحة جراء الحريق الذي اندلع العام الماضي ملتهما اجزاء كبيرة من (قلب السوق).

وبالرغم من أن الحريق لم يتجاوز 5% من مساحة السوق الشاسعة الا أن اثره البالغ يكمن في وقوعه في اسواق الجملة التي تغذي السوق بمختلف البضائع.

ويقول عبد العزيز حامد إن الحريق أصاب سوق البطحاء جميعها في مقتل حيث كان سوق الجملة هو من يغذي أسواق (التجزئة والقطاعي) وذكر أن انخفاض اسعار البضائع في محلات البطحاء يعود لقرب محلات التجزئة لسوق الجملة الذي يوفر الجهد والوقت وتكلفة الشحن حيث يرضى كثير من بائعي الجملة بأي ربح بسيط.

أما محمد عبدالرحمن احد التجار المتضررين والمفوض من قبل مجموعة من تجار البطحاء لمراجعة البلدية وانهاء الاجراءات اللازمة فيقول: سوق الجملة من أحدث الأسواق وعند ترميمه وإعادة ما احترق منه لحاله القديم فإنه سيعود لسابق عهده كما أن شوارعه ستضاهي شوارع أسواق الرياض الأخرى.

وتابع حديثه: لم يفرض علينا أي شرط إلا الشروط المتبعة للعمارات التجارية مثل الارتدادات وتوفر وسائل السلامة وجميع هذه الشروط تضيف جماليات للعقار.. نافيا أن يكون هناك قرار بإعادة لتخطيط السوق من قبل شركة كبيرة وقال: إن كل شخص مسؤول عن عقاره في هدمه أو ترميمه أو بنائه ولا يرتبط المتضررين ببعض.. وحصل أن هناك عقار مملوك لورثة لم ينته موضوعه ولن يتسبب تأخر إجراءات العقار بأي تأخير لأصحاب العقارات المجاورة فمتى انتهى التاجر من بناء عمارته يبدأ بمزاولة نشاطه دون النظر للآخرين.. وعن أبرز المشكلات التي تلقتها الأمانة بهذا الخصوص يقول محمد: العقارات المتداخلة والتي تحتوي على مجموعة من المحلات ويكون كل محل مملوك لشخص فيطالب صاحب المحل بفسح مستقل ففي هذه الحالة تطلب الأمانة اجتماع أصحاب تلك المجمعات الصغيرة

(القيصريات) ومن ثم يحدد شخص يمثلهم وينوب عنهم لتقوم الأمانة بالتعامل معه مباشرة.

العودة للسوق قريبة!

سوق الجملة له رواده من التجار وعامة الناس واستطاع أن يفتح فرصا لأصحاب المحلات الأخرى بتغطية بعض مستلزماتهم مما أعطى نشاطاً وإقبالاً كبيراً عليه..

أحمد الحامد تاجر آخر يقول: تغيرت أسعار إيجار المحلات بسبب بعد أسواق الجملة وتفرقها وهو ما قلل الإقبال على البطحاء ومن جانبه يؤكد عبد المجيد عبد الرحمن قلة الإقبال عما كان عليه السوق قبل الحريق وقال.. الحريق تسبب في تراجع بسيط لقيمة الإيجارات بنسبة لا تتوافق مع ارتفاعات الأسعار الحالية بل تعاكسها.

وعن توقعات انتعاش السوق بعد إعادة بناء المحلات المحترقة يقول ياسر سعيد احد العاملين بالسوق: إن عودة أصحاب محلات الجملة مؤكدة لأن المحلات ملك لهم ولن يختاروا الاستمرار في دفع إيجارات محلات مؤقتة مكان محلاتهم التي يملكونها لا سيما وأن البطحاء تعتبر مركز لتجمع تجار الجملة فهم ينتظرون فقط الانتهاء من الترميم وإعادة بناء ما احترق.

وفي سؤال حول ما اذا كان هناك متضرر من عودة السوق لوضعه الطبيعي قال: نعم هناك عدد من العمالة استخدموا تلك المحلات المحترقة مستودعات لتخزين الخضار في الفترة الاخيرة رغم عدم توافقها مع شروط الصحة والسلامة حيث يقومون بتخبئة الخضروات بين النفايات المتراكمة لبعدها عن أعين مفتشي البلدية وملاك المحلات..

ويضيف: بعض العمالة التي تبيع الخضار، تجاهر في مخالفاتها لأنها لم تجد من يردعها فقد امتلكوا الأرصفة إضافة للمحلات المحترقة.

مستودعات لترويج الأمراض!

(الجزيرة) رصدت عن قرب الوضع الحالي لسوق البطحاء المحترق ولاحظت حركة كثيفة تنوعت ما بين تردد عمال البناء وعملهم المستمر في بناء المحلات المحترقة وبين حاملي خضروات من العمالة الآسيوية المختلفة التي اتخذت كثيراً من المحلات المهجورة أو تحت الصيانة مستودعات لحفظ بضائعها.

وتنتشر المعدات الثقيلة في كل مكان كما ظهرت سوق لبيع حديد المباني المتهدمة ويقول التاجر (أبو زيد): خرجت بحصة مرضية شراء وبيع الحديد رغم وجود منافسين لي من العمالة الأجنبية ويضيف: اشتري الحديد باستمرار وبكميات كبيرة حيث يباع الطن بحوالي 1200 ريال.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد