اليوم ، ونحن نعانق أول أيام شهر رمضان المبارك، نستسقي العبر والمواعظ التي تستفاد من هذا الشهر الفضيل الذي يمر علينا مرة واحدة في السنة، فشهر رمضان بداية جديدة لكل من أرد أن يتوب إلى المولى عزَّ وجلَّ من ذنوب الدنيا وخطايا الآثام، وفيه أيضاً ترتفع نسبة التكافل الاجتماعي بين أفراد وطبقات المجتمع التي تقبل على فعل الخير وبذل الزكوات والإنفاق على الفقراء والمحتاجين في نفحة روحانية لا تحدث في أرقى المجتمعات التي تندرج تحت أكبر الايديولوجيات الاقتصادية.

كما أن في شهر الرحمة فرصة لتصفية القلوب من كل ما يشوبها بين أفراد المجتمع أو الأسرة على حد سواء واتتشار ثقافة وقناعات التسامح المبنية على قاعدة (اللهم إني صائم) التي تغلق كل باب قد ينفتح للغو الحديث وشطط الكلام، كما أننا نعيد التذكير بما سبق أن تحدثنا عنه في هذا الحيز الضيق حول استغلال روحانية رمضان وتسخير أيامه لجني الأرباح من قبل مافيا التسول والاسترزاق على حساب روحانيات الدين وصفاء نية المواطنين.

وفي هذا الشهر أيضاً تتوحد مشاعر وأحاسيس شعوب الأمة الاسلامية جمعاء فيجمعها الصوم وتوحدها في شعائرها العبادات والطاعات المبذولة في هذا الشهر الكريم، الذي نرجو أن يمر هذا العام على الأمة العربية والاسلامية وقد انعتقت مما يهدد استقرارها من قلاقل واضطربات وفرقة ونزاعات أهلية أذهبت ريحها وفرطت مسبحة كلمتها السواء، أمام طموحات الداخل الفردية وأطماع الخارج الجمعية.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244