Al Jazirah NewsPaper Monday  01/09/2008 G Issue 13122
الأثنين 01 رمضان 1429   العدد  13122
دفق قلم
سيِّد الشهور
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أقبل ضيفنا العزيز، حبيبنا الغالي، وأقبلت بإقباله الآمال المشرقة في رحمة الله ومغفرته، والسعادة الغامرة بصيام أيامه وقيام لياليه، والإحساس الصادق بما يحمله من الخير العميم، والفضل العظيم، أقبل سيد الشهور رمضان الكريم الذي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتمنى بلوغ شهر رمضان، ويسأل ربه ذلك، ويفرح إذا أهل هلاله المبارك، ويقول فيما ورد عنه حينما يرى هلال رمضان: (الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربُّك الله).

أقبل علينا رمضان، ضيفاً لا كالضيوف، وزائرا لا كالزوار، متميزا بروضته الغناء، وسحائبه المحملة بغيث الصفاء والنقاء، وأغصان أشجاره الوارفة الممتدة في كل أفق مظللة رؤوس الصائمين القائمين.

رمضان، هذا الشهر المفعم بالحب الصافي، ودواء الأرواح الشافي، صياما يتقرب به الإنسان إلى ربه، وقياما صادقا يعالج به الإنسان ما يعاني من كربه، وتلاوة قرآن يغسل بها الإنسان أدران قلبه.

إن سيد الشهور موسم جليل القدر، عظيم الفائدة، لا يفرط فيه إلا خاسر، ولا يفوت ما فيه من الخير إلا غافل سادر.

إنه فرصة عظيمة لمن تاه مع رغباته وشهواته طوال العام، ولمن أغرق صيفه في مستنقعات اللذة المحرمة والآثام، ولمن تاه عن طريق الخير وفي دروب شهواته ضاع وهام، إنه فرصة حقيقية لإعادة ترتيب حياة المسلم المقصر، ولزيادة أجر المسلم المستكثر من الخير.

تفتح أبواب الجنات، وتغلق أبواب النيران، وتصفد مردة الشياطين، فأي فرصة أعظم من هذه الفرصة؟ وأي فضل أكبر من هذا الفضل؟ رمضان سيد الشهور، لأنه يجمع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تحت مظلة صيامه وقيامه، ويوحد مشاعرهم بتوحيد العبادة التي يؤدونها في زمن واحد، حيث يشتركون في بداية يومه بالإمساك عن الطعام بعد السحور، وفي نهاية يومه بالأكل مما أباح الله لهم من طيبات الحياة على مائدة الفطور. وفي يومه وليلته بتلاوة القرآن والذكر والدعاء، وصلاة التراويح التي يختص بها سيد الشهور.

مرحبا بضيفنا العزيز، وأهلا وسهلا بساعاته ودقائقه التي تحملنا إلى ما يزكي قلوبنا وأرواحنا.

أيها الأحبة: من عادة الكرام العناية بالضيف، وتقديم ما يسره ويرفع قدره، وما سمعنا بكريم يؤذي ضيفه، ويجرح مشاعره، ويقصر في إكرامه، واحترامه.

فهل يليق بنا أن نرحب بضيفنا سيد الشهور بألسنتنا، ونؤذي مشاعره بأعمالنا، هل يرضى كريم أن يجمع الصبيان بالطبول والدفوف، يضربون بها على رأس ضيفه مدعيا إكرامه، وهل نرضى أن نستقبل ضيوفنا في بيوتنا بما يزعجهم من الأفلام والبرامج الصاخبة التي تؤذيهم وتزعجهم وتنافي المعنى الصحيح للكرم والجود؟.

إشارة:

اللهم بلغنا صيام رمضان وتقبله منا يا رحمن.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد