Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/09/2008 G Issue 13124
الاربعاء 03 رمضان 1429   العدد  13124
مهرجان عكاظ.....؟
محمد الدبيسي

بدأت وانقضت.. أيام مهرجان (سوق عكاظ)..

وقد أسرف (الظانون) ظن السوء في

الإيغال في تصور أو تمني أضرار وكوارث

بعث (عكاظ).. واسترداده من قبضة النسيان.. وإعادة تأهيله للحياة..

** هبوا بخيلهم ورجلهم وأقلامهم واستعداءهم وبتعبئة منظمة.. يتواطئون عليها بأقطابهم..

وأشياعهم.. لاختطاف الحياة من الحياة..

واختطاف الناس حتميات واقعهم..

وتغيب الوعي.. واستدبار عالم يركض

نحو المستقبل.. ويبحث عمَّا يكرس هويته.. الثقافية.. وفعالياته الحضارية..

(أولئك) يريدون أن يرسموا للوطن وثقافته وإنسانه (دائرة معتمة) تؤثثها أفكارهم.. وتلونها مواقفهم.. وتحركها إرادتهم..!

**.. ويريدون أن (يختزلوا ) العالم في أفق ما يروق لهم وما يستحسنوه.. (.........)

لا يريدون أن توقد شمعة معرفة.. ولا أن تنكشف أجزاء من ذاكرتنا للحياة.. ولا أن نوقظ ذاكرة ثقافتنا.. وتراثنا.. من (رقدة) أسهموا في إطالة أمدها..!

** من (كل شيء) خائفون.. وأمام أي شيء مضطربون.. وإزاء أي محاولة للفعل والتفكير قلقون.. يصوِّبون سهم تأويلاتهم وإسقاطاتهم على المختلف والجديد.. لا يفيد معهم حوار لأنهم يسقطونه خياراً حضارياً لاستبانة (الصواب)..!

** المعادلة لديهم.. لابد أن تكون بين غالب ومغلوب.. مهيمن ومنقاد..

لذا كان قمينُ بوعي كهذا.. أن يتعامل مع

(عكاظ) منطق كذلك..

يطرحون الاختلاف لأنهم ينظرون إليه جبهة ضدية.. يمكن أن تلغي وجودهم.. (.......)

** (عكاظ) أُستعيد مرة أخرى.. عاد

يافعاً فتياً ينبض بالناس والشعر والكلمة

والحوار والحياة..

**.. بدأ يتكون وسيكبر في ذاكره الحاضر..

يستعيد وهجه يوم كان تجمعاً حضارياً

- قبل ومع الإسلام - للثقافة والفكر والتجارة والسياسة والإدارة والحوار..

** لم يكن (عكاظ) قط كما صوَّرته واختزلته أدبيات المقرر (المدرسي) - الذي لون أولئك قسماته - تجمعاً أدبياً (محضاً) لتقييم تجارب الشعراء.. والتنافس فيما بينهم.. أو كما وقر عنه في أذهان مغلقة لا تقرأ..!

**.. كان (عكاظ) توقيتاً عربياً في الزمان والمكان وممارسة حيوية مسؤولة للحياة بكل أطيافها..

لا يمكن أن يختزل بقصة محاكمة شعرية.. مع قيمتها الرمزية.. فهي جزء يسير من سيرة وميراث ومقومات المكان..!

** (عكاظ) الغالب.. بقي واستقيظ وشقَّ عباءة الأشيقاء.. هكذا تجلَّى في فضاء

المكان والزمن.. قوياً يمتلك حصانة عريقة ومناعة شرعية.. تفوِّت على (أولئك)

وأده مرة أخرى.. بعد أن استعادته

إرادة النبلاء الصادقين من مدونات

الذاكرة والكتاب..



md1413@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5215 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد