كتب - علي العبد الله:
منذ المشاهد الأولى يجذبك، ويجعلك تشعر بالشوق لمتابعة تفاصيله القادمة، عمل يضم نخبة من نجومالدراما العربية، تقمصوا شخصياتهم بحرفية عالية. (عرب لندن) لامس جروحا غائرة عانى منها العرب المتغربون طويلا، وقدم واقعهم الحقيق وتغنى بميلودراما حزينة على أحلامهم المبعثرة. (عرب لندن) ابتعد عن الطرح الدرامي التقليدي فقدم صراعاً درامياً مميزاً ولخص المشاكل التي يعاني منها العرب المغتربين كمشكلة الزواج من أجنبية، وما ينتج عن ذلك من سلبيات عديدة، ومعاناة تربية الأبناء في الخارج ومحاولة المحافظة على دينهم وقيمهم ومبادئهم وعاداتهم وتقاليدهم. لكن ما يؤخذ على العمل العودة إلى الماضي بآلية flash back وكثرتها تقتل بعض المشاهد، الإطالة أحيانا في بعض الأجزاء من المشاهد الدرامية دون مبرر لذلك، الزج في أحداث سياسية قديمة كغزو العراق للكويت دون وجود أهداف لإقحام هذه المشاهد السياسية لاسيما أن العمل يطرح تراجيديا اجتماعية وهذه الأحداث السياسية القديمة سبق وأن تم طرحها في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي، فلا ضرورة لها الآن، كما أنها لا تدفع بعجلة الصراع الدرامي إلى الأمام ولا علاقة لها بالخطوط الرئيسية للعمل. وعلى الرغم من هذه الملاحظات إلا أن العمل يستحق المشاهدة فهو من الأعمال المتميزة، التي قدمت بحبكة درامية قوية، وبأحداث درامية منطقية وبتصاعد درامي متوازن دون مبالغة أو تهويل.
يعرض مسلسل (عرب لندن) على قناة روتانا خليجية في الثانية عشرة بعد منتصف الليل من كل يوم