هل نحن شعب منفق ومسرف في شهر رمضان المبارك أكثر مما يجب؟ لماذا يتأثر لدينا مستوى الإنفاق الأسري على الطعام خلال شهر رمضان عن بقية الشهور؟ جميع المؤشرات والدلائل تؤكد على أننا شعب مسرف ومنفق بشكل كبير جداً على شراء المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل على الرغم من ارتفاع الأسعار هذه السنة. فقد كشفت إحصائيات نشرت مؤخراً عن تسجيل رقم قياسي في عمليات السحب المالي لدينا في المملكة سواء من خلال أجهزة الصرف الآلي أو مباشرة من حسابات العملاء في البنوك أو من خلال نقاط البيع داخل المتاجر، حيث بلغت المسحوبات المالية في آخر أسبوع من شعبان أكثر من ثلاثة عشر مليار ريال تنفق على شراء المواد الغذائية، حتى أنه تم خلال يوم واحد تنفيذ أكبر عملية قوامها 2.2 مليون صفقة عبر الشبكة السعودية فقط بقيمة واحد ونصف مليار ريال. وأشارت البيانات إلى أن المبالغ المسحوبة هذه السنة زادت عن نفس الفترة من السنة الماضية بواقع 25.8%.

الإنفاق المتزايد على الطعام في رمضان ليس لدينا في المملكة فقط بل قد يكون سائداً في معظم الدول العربية والإسلامية الأخرى وتتفاوت نسب الإنفاق حسب درجة الوعي والمستوى المعيشي لكل دولة. الغريب في الأمر أننا جميعاً كمسلمين نندفع كثيراً في المبالغة في الإنفاق الغذائي خلال شهر رمضان وكأننا سنموت جوعاً، وننسى أن شهر رمضان شهر طاعة وعبادة وليس شهر أكل وإسراف وتبذير، وتستمر عاداتنا السيئة بدون تغيير كل سنة. والواجب أن يكون هذا الشهر شهر ترشيد واقتصاد وليس العكس، والأسرة جميعاً تتحمل المسؤولية. ومع تلك التصرفات السلبية المتمثلة باندفاعنا الشرائي غير المبرر نشجع التجار على الجشع من خلال رفع الأسعار والتلاعب بها في ظل غياب الرقيب.

لا يحدوني أدنى شك بأننا جميعاً متفقون بأن ما يحدث خطأ، فالواجب علينا جميعاً أن نسعى لمحاربة أسلوب التبذير والإسراف الذي أبتلينا به وهو بعيد تماماً عن أخلاقيات المسلم التي حث عليها ديننا الإسلامي، ولنتذكر إخواناً مسلمين لنا لا يجدون ما يفطرون به. وأختم بهذه الآية الكريمة قال تعالى {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.