من خلال دراسة وافية أجراها بعض المختصين في زراعة النخيل أن ثماره المباركة يمكنها أن تكون نفط الخليج الذي لا ينضب؛ فرغم أن إنتاجه لا يقتصر عليها وحدها بل تشاركها فيه الكثير من البلدان بدءاً من أمريكا وأستراليا انتهاء بمناطق في شمال وجنوب أفريقيا ودول في الشرق الأوسط فإن نخيل منطقة الخليج مضاف إليها العراق يعد من أجود أنواع النخيل في العالم، حيث تتميز ثماره بحلاوة خاصة وسمعة دولية مرموقة. ويذهب هؤلاء المختصون أيضًا إلى أن النظر لأهمية النخيل في دول الخليج لا بد أن يتجاوز جودته ومكانته بالنظر إليه كمحصول مميز تختص به هذه المنطقة دون سواه، فكافة دول الخليج - باستثناء العراق- لا يمكنها زراعة أي أنواع من المحاصيل التي تميزها بين الأمم بسبب مناخها الحار وجفاف تربتها، وبالتالي ليس أمامها سوى النخيل عليها أن تضاعف من الاهتمام به ليس فقط كشجرة تحميها من قيظ الصيف القاسي ولا شمسه الحارقة، بل كمحصول زراعي يمكن أن تستقيم عليه الكثير من الصناعات الرائجة في معظم بلاد العالم.
صناعات متنوعة
من جهة أخرى، فإن الخبراء يرون ضرورة توسعة النظرة الاقتصادية للنخيل وعدم قصره فقط على إنتاجه التمر فشجرة النخيل يمكن أن تقوم عليها الكثير من الصناعات غير المباشرة والتقليدية حيث يظن البعض أن التمر ومشتقاته فقط هو الذي يمكن أن يستخدم كغذاء آدمي من ثمار النخيل؛ لكن القدر الكبير الذي منحه الله -عز وجل- للنخلة جعل فوائدها متنوعة ووضع الغذاء في أجزاء عديدة منها بما فيها جذع النخلة نفسه والذي كان يشكل مصدراً أساسيًّا لسد احتياجات مواطني المناطق الصحراوية قديماً، فقد استخدموه كفواصل بين الحجرات، كانوا يصنعون منه أثاث بيوتهم من أسرّة ودواليب ومقاعد ومطابخ وخلافه).
وقد تساءلوا لماذا لا تستغل الدول المنتجة للنخيل التكنولوجيا المتطورة للاستفادة القصوى من شجرته؟ وذلك من خلال تنوع أشكال الاستفادة من جذع النخلة في كثير من الأغراض، فإلى جانب استخدامه في صناعة أنواع جديدة من الأثاث يستخدم في صناعة المشغولات الخشبية المستخدمة لأغراض الزينة، كما أن هناك استخدامات أخرى للنخيل في إعداد مشروبات مخمرة عن طريق السائل المستخرج منه واستخدم هذا السائل كبديل للإسراع في عملية التخمر خاصة في مجال صناعة الخبز.
وأشاروا في دراساتهم إلى أن كل أجزاء النخلة ومخلفاتها يمكن أن تستخدم في العديد من الصناعات مثل صناعة أعلاف الحيوانات وصناعة جريد النخيل والألياف، فضلاً عن القيمة الكبيرة لسعف النخيل في صناعات كثيرة من أهمها صناعة الورق هذا بخلاف (نوى التمور) الذي يتيح إقامة الكثير من الصناعات لاستخلاص الزيت وإنتاج العلف الحيواني بخلطه مع مخلفات مصانع التمور.
في كل الأحوال، فإن الاهتمام بالنخيل من الناحية الاقتصادية سيوفر ميزة إضافية لدول الخليج بجوار الميزة النفطية.. لكن الأمر يتطلب وضعه على أجندة المشاريع القومية الخليجية حتى تتحول النخلة إلى بئر ينتج نفطا وأموالا للخليجيين وغيرهم.