Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/09/2008 G Issue 13130
الثلاثاء 09 رمضان 1429   العدد  13130
مساعدة الأيتام من أفضل الأعمال عند الله
دخيل بن سعود بن عبد العزيز المنصور *

بداية أحمد الله الذي منحني هذه الفرصة لخدمة هذه الشريحة الغالية على قلوبنا والقريبة من مجتمعنا أشد القرب بكوننا مسلمين متبعين لكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه تجاه هذه الفئة , ونبارك لسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله -افتتاح الفروع الجديدة لهذه الجمعية وأبارك لمحافظة الزلفي افتتاح فرعهم سائلاً الله أن يكون التوفيق حليف الجميع في خدمة إخواننا وأخواتنا الأيتام .

لقد أوصى الله عز و جل أن تُوَجَّه أنظارنا كمسلمين ومشاعرنا إلى شرائح المجتمع الضعيفة، والتي لا تقوى على القيام بدورها الطبيعي في المجتمع إلا بدعم مساند من جهات أخرى، ولعلَّ على رأس هذه الفئات ( شريحة الأيتام ) ، والتي فيها من الضعف والحاجة إلى العطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية الشيء الكثير، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أوائل الذين لمسوا آلام اليتيم وأحزانه؛ ولذلك سجَّل في حديثه الشريف: ( أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُما).

ومما يلفت النظر أيضاً أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف وقفة جادة مع هذه الفئة وأمام احتياجاتها، والمشاكل التي قد تواجهها سواء أكانت معنوية أم مادية أم اجتماعية أم غير ذلك،

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك )

قال تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} النساء36 فالإحسان إلى اليتيم متعين كما هو للوالدين ولذي القربى ، وليس هذا فحسب بل وقرنه رب العزة والجلال بالإيمان به وجعله من أعظم أعمال البر , فقال جل من قائل { لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ } (البقرة 177 )

لقد نزلت في حق اليتم الكثير من الآيات والتي بينت بكل وضوح حق اليتيم وأمره ومنها قوله تعالى { أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ * ولا يحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ } (الماعون 1-3 ) ومفهوم الآيتين المباركتين، أنّ الذي يطرد اليتيم، ويحرم اليتيم حقه، هذا هو الذي يكذب بالدين. تعبيراً عن الترابط العميق بين الدين، وبين الاهتمام بشؤون الأيتام، وبين الإيمان وبين الاهتمام بشؤون المتعبين . فلا يمكن أن يبقى الإنسان متديناً ويطرد اليتيم . وقوله تعالى { فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر} (الضحى 9 )قال ابن كثير : فلا تقهر اليتيم : أي لا تذله وتنهره وتهنه ، ولكن أحسن إليه وتلطف به ، وكن لليتيم كالأب الرحيم وقوله تعالى { فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة }

لا يسعني في نهاية هذه الكلمة إلا أن أدعو الله أن يوفق المسؤولين في جمعية إنسان لرعاية الأيتام و على رأسهم والدنا وأميرنا الفاضل الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود والذي يعد القلب النابض الحنون في هذه الجمعية ولا أنسى كل من كان له دور في الرقي في هذا الكيان الشامخ ولا ننسى رجال الأعمال الداعمين في بلادنا الحبيبة ولا نصفهم إلا بالجسد الواحد الذي يحملهم شعور واحد تجاه هذا اليتيم

أسأل الله العلي القدير ألا يحرمكم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة وأن يجعل ذلك في موازين حسناتكم إنه سميع مجيب

كلمة مختصرة

(لنا الفخر يا إخواننا و أخواتنا الأيتام بصحبتكم فصحبتكم بمنزلة صحبة الرسول عليه الصلاة و السلام)

* جمعية إنسان فرع الزلفي- مسؤول علاقات عامة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد