Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/09/2008 G Issue 13135
الأحد 14 رمضان 1429   العدد  13135
هذرلوجيا
أنت عدو الوطن
سليمان الفليح

ياإلهي ! حتى وأنا أكتب ضد العصبية القبلية (المنتنة) كما نعتها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأدعو إلى تماسك وحدة الصف ضمن الوحدة الوطنية العظمى التي حققها الموحد العظيم - طيب الله ثراه- وأنا أتناول مجموعة من المسلسلات التلفزيونية التي تحاول عن (جهل) ولمجرد الربح والانتشار والتسويق إعادة تصوير تاريخنا القبلي بالأسماء والأمكنة والألقاب، أقول حتى وأنا أقوم بهذه المهمة الوطنية التنويرية وكما يملي عليَّ ضميري فقد انهالت عليَّ العشرات من رسائل الSMS التي تنضح بالجهل الذريع والفهم الضيق والتعصب (الأعمى بل والأبكم والأصقه والأجوف)؛ وذلك لأن بعض تلك الرسائل القصيرة لا يهتم أصحابها بـ(لبِّ) هذا الموضوع الخطير بل بتصيد المفردات وتقويل الكاتب ما لم يقله وتأويل ما لم يكن قابلاً للتأويل لشدة الوضوح والسطوع. فمثلاً تقول إحدى الرسائل لماذا تكتب اسم القبيلة الفلانية قبل اسم القبيلة الفلانية وأنت تتناول الموضوع؟ وتقول أخرى لماذا لا تذكر (أصل) الفارس فلان قبل أن يصبح فارساً في القبيلة الفلانية؟ وواحدة من الرسائل يقول مرسلها لماذا لا تضيف القبيلة إلى اسمك وأنت تكتب منذ ثلاثة عقود ونصف؟!

وواحدة تقول مَن هي قبيلة كذا حتى تكون نداً وخصماً لقبيلة كذا؟! وهكذا تستمر هذه (الكذاءات) التي تنم عن ترسيخ القبائلية في قعر العقول وتتمكن منها كالسرطان المستعصي في الجزء الحساس من الجسد كالمخ مثلاً، إذ إنك لو حاولت استئصاله فإنك ستؤثر لا شك في مهمة الدماغ، كما أن هنالك عقولاً عليلة وسقيمة ومريضة جعلت من نفسها ومن منظور (عرقي) عقيم أنها أفضل العالمين.

أما غيرها من الناس فهي مجرد كائنات أقل درجة فهذا في نظرها (خضيري) وهذا (حرفي) وهذا (عوج دخان) وهذه العبارة الأخيرة أو (الصفة) لم أجد لها معنى في كل قواميس الأمم والشعوب إلا في العقلية (البدائية البدوية القبائلية) التي تحمل بالذات عصبيتها الكريهة المنتنة والتي نهى عنها رسول هذه الأمة الأمين بل وكتاب رب العزة المبين.

***

لذا ومن هذا المنطلق فإننا ندعو إلى تكثيف (التربية الوطنية) في المدارس منذ الأول الابتدائي حتى الثانوية العامة، كما يجب أن يصدر أمر واضح يعمم على المدارس والمؤسسات والدوائر الرسمية يعاقب بموجبه - عقاباً شديداً من يثير مثل هذه العصبيات والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد؛ وذلك لأن مثل هذه التفرقة تمس كيان وحدة هذا الوطن الموحد العظيم ولا أظن أن عاقلاً يملك ذرة من الوعي يفرط بهذه الوحدة المباركة لأننا إذا ما أتحنا الفرصة للجهلة واللامباليين فإننا سنخسر بعضنا، ثم أن دعاة الفرقة هم أعداء لهذه الوحدة وأعداء لهذا الوطن العظيم.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم أرسلها إلى الكود 82244



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد