Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/09/2008 G Issue 13135
الأحد 14 رمضان 1429   العدد  13135
غزة وذكرى الانسحاب

كثيرة هي مأسي العرب وعديدة هي معضلاتهم المعاصرة فبدءاً من غياب التنمية واضمحلال الطموح الوطني وهجرة الحلم إلى خارج الوطن العربي، مروراً بضغط ارهاصات العولمة على مقوماتهم القومية والوطنية وصولاً إلى تاريخ المعارك الخاسرة التي لازلت الجباه العربية تنزف بعد قرعها بالعصي في ميادينها على حين غرة.

نستهل حديثنا بهذه المقدمة ونحن نستعرض الذكرى الثالثة لتحرير قطاع غزة من المحتل الاسرائيلي وهرولته منه قبل ثلاث سنوات حينما لم مستوطنيه ومتطرفيه وغادر القطاع وتركه تحت ضغط المقاومة وأزيز طلقات الرصاص، ولكن وللأسف الشديد إننا حررنا القطاع من العدو الإسرائيلي لنقوم باحتلاله نحن فخلصناه من بطش المحتل وأوقعناه تحت نير الاختلاف والطمع الحزبي والحركي الذي استشرى بين فلسطينيي القطاع وانتشر بينهم خصوصاً بعد الانقلاب الذي قادته حماس ووسع هوة الخلاف بينها وبين فتح فتحولت غزة إلى ما يشابه مصنعا للخلافات وتعطيل المشروع الوطني الفلسطيني, ولعل ذلك ما يدعم اخر استفتاء بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الانسحاب والذي اكدت نتائجه ان الفلسطينيين في القطاع لا يشعرون بأي تغير أو ارتياح بعد الانسحاب.

وهو ما يعطي مؤشراً خطيراً على ان الوضع العربي قد يستأنس احياناً لوجود المحتل لينظم له حياته ويسير له معيشته وان اقترن ذلك بشيء من البطش وما ذاك إلا لغياب المشروع الوطني وعدم جهوزية النخب السياسية وحياديتها، بل والأكثر من ذلك هو عدم وجود تناغم بين ايديولوجيات المجتمع السياسي تتفق على العناوين العريضة للوطن وان اختلفت على الهوامش والفرعيات.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد