Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/09/2008 G Issue 13135
الأحد 14 رمضان 1429   العدد  13135
نوافذ
استمرار
أميمة الخميس

تستمد المواطنة زخمها وحيويتها من خلال ارتباطها بمحيطها, وقدرة الفرد (المواطن) على الفعل الإيجابي التنموي القادر على التفاعل مع هموم مجتمعه سواء عبر سقوف الإعلام المرتفعة وحرية التعبير, أو عبر الانضمام لمؤسسات المجتمع المدني, أو على سبيل المثال الحضور الفاعل للمجالس البلدية, والتي على المستوى المحلي ما برح حضورها خافتا إلى الآن ولم يمتلك ملامحه الواضحة بعد.

وأعتقد أن حتى الأسماء التي انتخبت في تلك المجالس غابت عن أذهان المنتخبين.

أذكر وقتها كان التفاؤل كبيراً أثناء الانتخابات (على الرغم من غياب المرأة عنها ترشيحاً وانتخاباً) لكن الانتخابات نفسها اتسمت بالسلاسة والتلقائية دون أن يصاحبها فوضى أو تصعيد على مستوى الشعارات أو الخطب الرنانة أو أي من الأمور التي من الممكن أن تزيل عنها طابعها المدني المتحضر, (ويشهد في هذا المجال لوزارة الشؤون البلدية والقروية إشرافها وتنظيمها بالشكل الذي تجاوزت بها الثغرات ومواطن النقص والخلل التي تكون عادة في انتخابات دول العالم الثالث).

وكانت المؤشرات الإيجابية تطوق تلك العملية, وبات المجتمع يترقب منها الكثير ولاسيما أن الوعود الانتخابية التي قدمها المرشحون كانت طويلة جداً ومثالية وأحياناً تتجاوز الصلاحيات أو الإمكانيات المتاحة لعضو مجلس بلدي, ولكن هذا لم يقلل من قيمة التجربة نفسها التي نجحت على مستوى معين, وتعامل المجتمع معها بشكل راق.

وأعتقد بأن أبرز الآثار والانعكاسات الإيجابية التي من الممكن أن نتوقعها من انتخابات المجالس البلدية تلك بأن تصبح بذرة مستقبلية أو تدريب أولي وشكل مصغر للبرلمانات التي تقوم على الترشيح وانتخاب.

فعضو المجلس البلدي على سبيل المثال, والذي يكون قد أمضى في ميدان العمل البلدي سنوات من الممكن بعدها أن يمتلك خبرة, وقدرة على رصد المشكلات ومعالجتها بشكل يؤهله أن يشارك في البرلمان أو مجلس الشورى وهو يمتلك خبرة ميدانية واسعة تؤهله لمعالجة الأمور وفق حرفية ومهارة مرتبطة بالواقع تجعل دائرته تعيد انتخابه على نطاق أوسع.

لكن مع الأسف نجد اليوم أن مدة المجلس البلدي الذي انتخب لأول مرة قد شارفت على الانتهاء دون أن نرى انعكاساً واضحاً وملموساً وحضوراً فاعلاً للمنتخبين على مستوى المدن أو الضواحي.

حتى اجتماعات المجالس البلدية بقيت بمنأى عن الإعلام سواء على مستوى النقاش أو الصعوبات, أو طريقة بلورة وصناعة القرار.

أيضا على مستويات أخرى لم نجد ما يدعم هذه التجربة ويثريها, ويوسع رقعتها على أكثر من مجال, فقد قامت بعض التجارب الفردية التي سعى لها بعض النشطاء في الميدان الأكاديمي لانتخاب رؤساء الأقسام, أيضا قامت في الميدان التعليمي مجالس الطلبة, ومجالس المدرسة, لكن هذه التجارب لم تكن تمتلك ذلك الزخم أو على الأقل الآلية الواضحة التي تكفل لها الاستمرارية وتنقلها من الاجتهادات الفردية باتجاه نظام وهيكل واضح من الممكن أن يعمل تحت سقفه الجميع.

نرجو ونأمل في الدورة الثانية للانتخابات المجالس البلدية الآتي:

- أن يكون للنساء حضور فاعل على مستوى الترشيح والانتخاب.

- أن تفعل مهام عضو المجلس البلدي التي تربطه بمحيطه وبالحي الذي يقطن فيه وبالدائرة التي انتخبته.

- نشكر لوزارة الشؤون البلدية والقروية الجهد المتقن الواضح الذي قامت بها في الانتخابات الماضية, ولكننا بالتأكيد نطمع في العديد والمزيد للدورة القادمة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد