Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/09/2008 G Issue 13137
الثلاثاء 16 رمضان 1429   العدد  13137
الحقيقة شمس
مفهوم الكوميديا
رجاء العتيبي

يكاد يتفق معظم المشاهدين اليوم أن الكوميديا المحلية ما زالت في بداية الطريق, وأنها لم تحظ بعد بمكانة عالية عربيا, فكل المحاولات التي نشاهدها ما زالت خاضعة لاجتهادات الممثلين التي قد تصيب وقد تخطئ, والتي تسير في خط آخر مخالف لخط السيناريو والحوار.

المعروف أن الموقف الكوميدي (بناء درامي متكامل) له بداية ووسط ثم نهاية, يبدأ بحادثة معينة تشد الجمهور ثم يتطور الحدث بسرعة فيصل إلى العقدة, وهنا يترقب الجمهور ماذا يمكن أن يحصل في نهاية الموقف, ثم تأتي النهاية التي تكون بمثابة المفاجأة المضحكة غير المتوقعة والمليئة عادة بالذكاء ورهافة الحس والمبالغة الظريفة والتي عادة ما تجعل المشاهد في حالة من النشوة والفرح والابتهاج.

هذا يحيلنا إلى أن الكوميديا من صنع (السينارست) وليس من صنع الممثل, إنها جزء من بنية النص الكوميدي الذي يكتبه عادة شخص متمكن في هذا المجال ويمتلك وعيا متقدما وحسا عاليا بحيث يبتعد بها عن (السماجات)، إنها حالة معدة سلفا ومتفق عليها ومهيأ لها كافة الشروط الفنية الكفيلة بنجاحها.

عندما أشعل أحد الممثلين في إحدى المسرحيات المحلية سيجارة (بشعلة الولاعة) بهدف جلب الضحكة للجمهور، صرخ الجمهور في وجهه وقالوا بصوت واحد (ممنوع إشعال النار على خشبة المسرح), فما كان منه أمام هذا الهجوم الجماهيري إلا أن أطفأ السيجارة وأنهى الموقف وأكمل دوره في المسرحية.

نحن هنا أمام وعي جماهيري يعرف أن إشعال النار في المسرحية أياً كان حجم هذه النار وأياً كان الهدف منها ممنوع قانونياً على مستوى العالم, وهو موقف جماهيري صفقنا له جميعاً احتراماً له وتقديراً لوعيه وأعطانا أملا بأن الجمهور هو الذي سيعدل - عبر الزمن - مسار الكوميديا وأخطاء الممثلين.



Ra99ja@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6515 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد