Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/09/2008 G Issue 13137
الثلاثاء 16 رمضان 1429   العدد  13137
الإسرائيليون والحقيقة الغائبة!

الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت التي كانت بمثابة وداع لحكومته، والتي أكد فيها على أن القادة الإسرائيليين قد أخطاءوا في التعامل مع الفلسطينيين لمدة أربعين عاما، وأن حلم إسرائيل الكبرى قد مات، ولابد من الهرولة إلى مزيد من الانفتاح على الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه.

هذه الخطبة العصماء تجعل المتابع للداخل الإسرائيلي أمام الحقيقة الواضحة لساسة بل وسياسيات تل أبيب ذات الشقين، فلماذا لم تصدر هذه الاعترافات التاريخية إلا بعد أن شارف أولمرت على السقوط؟ وهل كان المعقول أن يطلقها وهو في بحبوحة من أمره قبل أن يصيبه اليأس والإحباط؟ لقد دأب القادة الإسرائيليون على مر السنين على جعل عملية السلام بمثابة البورصة الحزبية والسياسية التي تخضع إلى مناورات وصفقات المتطرفين؛ بل إن حكوماتهم المتوالية سواء من اليمين أو اليسار قد عودتنا على التنافس في قمع الفلسطينيين واضطهادهم وإطلاق يد المستوطنين في أرض الشعب الفلسطيني من أجل مغازلة المتطرفين داخل إسرائيل، والحصول على دعمهم وأصواتهم.

كلمة أولمرت - على مافيها من زيف ومرارة حزبية وسياسة في آن واحد- تكشف حقيقة أن الإسرائيليين مازالو يعاندون أنفسهم ويناطحون الريح، كما قال رئيس وزرائهم (أنا أيضاً كنت من المخطئين، كنت أعتقد أن الأرض التي من النهر إلى البحر هي ملك لنا وحدنا، ولكن في نهاية المطاف وبعد الكثير من العناء والتردد توصلت إلى القناعة بأن علينا أن نتقاسم الأرض مع من فيها) وذاك ما يجب أن يتوافر لدى الآخرين من قادة الليكود أو العمل أو كاديما القادمين إلى الحكم بعد فترة، بحيث ان اختصار الطريق على الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني وإعفاءه من كل هذه الإرهاصات والتراكميات التاريخية يقع في المقام الأول على ساسة تل أبيب، والتحلي ولو بالنزر القليل من الشجاعة التي يجب أن تطلق لسانها، ولكن قبل فوات الأوان أو الإقالة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد