Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/09/2008 G Issue 13137
الثلاثاء 16 رمضان 1429   العدد  13137
أنسنة الحوار تقضي على الإسلامفوبيا؟!
سهم بن ضاوي الدعجاني

البروفيسور جون هيك الباحث في مركز حوار الأديان في جامعة برمنغهام وضع يده على جرح الحضارات الأزلي، عندما طالب بإطالة عمر الحوار العالمي بين أتباع الأديان السماوية، عندما قال: (كلما كان الحوار بين الديانات مستمراً لفترة أطول كان هذا أفضل خاصة..

.. أن الإصابة بالإسلامفوبيا - الخوف من الإسلام - قد بلغت مستويات عالية في الغرب نظرا للفهم الخاطئ ولقلة المعلومات، بعض منا استطاع تغيير هذه الفكرة عند الآخرين، بيد أن المشوار لا يزال طويلا نحو تحقيق تفاهم عميق على نطاق واسع).

وهذا المشوار - في نظري - لن يكون طويلا إذا ما قارناه بطموح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دعا إلى حوار الأديان في مكة المكرمة، قبل أشهر ثم تابع غرسه في إسبانيا ملتقى الحضارات والأديان السماوية، والراصد للحراك الفكري والإعلامي في الصحافة العالمية يجد أصداء واسعة وكبيرة لثمرة خادم الحرمين في هذا المجال، ويكفي أن هناك دوائر غربية ومؤسسات دينية اعترفت بهذا السبق العالمي للمملكة في الدعوة إلى نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان.

وبنظرة سريعة إلى تاريخ البشرية في هذا الشأن نجد أن القاسم المشترك في نشأة حروب البشرية وتكريس الكراهية بين أبناء هذا الكوكب الجميل، وخلق أجيال من العدوات المزمنة، هو - بلا شك - عدم إطالة عمر الحوار الإنساني بين أتباع الديانات السماوية، بل إن ذلك الغياب للحوار الإنساني ساهم بشكل رئيس في نشر فيروسات الفرقة وبكتيريا التناحر بين شعوب الأرض، وهنا تحضرني بعض الممارسات الرائعة للندوة العالمية لشباب الإسلامي والتي تعمل بشكل احترافي على إطالة الحوار العالمي بين أتباع الديانات السماوية، مستغلة هذا الشهر المبارك لجمع الكلمة وتوحيد الصف وفتح نوافذ الحوار الإنساني مع الآخر، من خلال إقامتها لحفل الإفطار السنوي، الذي يشهد سنويا تواجد سفراء الدول الأوروبية والأمريكية ومعظم سفراء دول إفريقيا وآسيا، من أعضاء السلك الدبلوماسي في الرياض، عندما تتحول هذه المدينة في رمضان بفضل الله إلى نموذج عصري للمدن الإسلامية الناشطة في مجال الدعوة إلى الله على كافة الأصعدة حيث تتنافس فيها ومن خلالها كل أطياف العمل الخيري المؤسسي في خدمة هذا الدين العظيم، وهنا تذكرت ما قاله السفير البريطاني لدى المملكة السيد شرارد كوبر كولس في نفس المناسبة من عام 1425هـ باللغة العربية وسط تقدير واحترام الحاضرين من مختلف الجنسيات والديانات، إن هذه المبادرة التي تقيمها الندوة للسفراء والأجانب المقيمين في المملكة رمز لأهمية التقارب والتفاهم والتعاطف بين الدول والشعوب والأديان، ونحن كأصحاب وأبناء الأديان السماوية نعرف أنه في القرآن الكريم الآية القرآنية التالية: {إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}وهذه الآية مهمة جداً فنقرأ المبدأ الأساسي لهذه المناسبة. وعندنا في الدين المسيحي الصوم والصيام وكذلك الاحتفالات الاجتماعية والعائلية وعندكم في الدين الإسلامي شهر رمضان المبارك والكريم وعندنا عيد الفصح وعيد الميلاد وهي مع بعضها خليط مستمر لفترة شهر. (كما أتذكر جيدا خاتمة حديثه عندما أعلن وسط الحضور) نحن أجانب بالجنسية ولكن بالشخصية والتعاطف إن شاء الله لسنا أجانب).

طبعا أيها السفير الواعي لدوره الدبلوماسي قبل حضوره الإنساني لستم أجانب بيننا، بل أنتم إخوة لنا، ولا شك أن سعادته على اطلاع فيما أقدم عليه خادم الحرمين الشريفين من مبادرات كبيرة في سبيل تأكيد هذه المعاني الإنسانية التي لمس السفير البريطاني بعض جوانبها قبل ثلاث سنوات،، عندما أطلق أيده الله مبادرته الإنسانية بالدعوة إلى المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بين الأديان بمكة المكرمة والذي أوصى بإنشاء مركز الملك عبدالله للتواصل بين الحضارات.

وأخيرا، أجد نفسي تشارك الدكتور صالح الوهيبي أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي استغرابه الذي أفصح عنه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل فترة في مقر الندوة بالرياض عاصمة العمل الخيري بمناسبة حفل إفطار الندوة السنوي لهذا العام، عندما أعلن على رؤوس الإعلاميين استغرابه من غياب سفراء دول الخليج العربي في الرياض عن هذا الحفل الخيري الذي يشهد تواجد سفراء الدول الأوروبية والأمريكية ومعظم سفراء دول إفريقيا وآسيا، لكنه لم يفصح عن أسباب غيابهم، رغم أن الندوة دعت أكثر من 400 دبلوماسي ورجل أعمال وعضو في الندوة لحضور هذا الحفل.

وأنا هنا لا ألوم إخوتي السفراء الخليجيين، لكنني (أشره) عليهم في التأخر عن هذه المناسبة الخيرية التي ستكون - بلا شك - فرصة إنسانية لفتح نوافذ الحوار مع مختلف أعضاء السلك الدبلوماسي بعيدا عن أروقة السياسة في فضاء واسع تحت مظلة رمضان العلاج للقضاء على الإسلامفوبيا بشكل نهائي.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6885 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد