Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/09/2008 G Issue 13137
الثلاثاء 16 رمضان 1429   العدد  13137
يندمون بعد التقاعد.. لكن لا ندم!
محمد أبو حمرا

كثيرون هم الظالمون في القطاع العام بالذات لمن تحتهم من مرؤوسيهم؛ وسبب ظلمهم هو البعد الاجتماعي الذي لازال يعشعش في أدمغة أولئك الذين لديهم (صلاحيات) أعطيت لهم من قبل ولاة الأمر؛

وهي صلاحيات تؤهلهم لأن يظلموا عباد الله لحساب عباد الله الآخرين؛ والبعد لذلك الظلم كما قلت هو اجتماعي بحت لا غير؛ فتجد زيدا إذا احتل واجهة وكان له الأمر والنهي يقرب أبناء عمومته زيدا ويبعد أبناء غير عمومته عمرو وعبيد؛ ويفعل ذلك بكل وضوح وبجاحة ويصوّر نفسه تقيا نقيا؛ وهو أبعد عن ذلك كبعد السماء عن الأرض؛ ومع ذلك يحضر الصلاة جماعة وبعدها يؤدي السنة بخشوع الذئب المتربص للنعاج!!

هؤلاء ينسون العدل والمساواة في ظل ترسبات اجتماعية أكل الدهر عليها وشرب؛ وهو يعاقب عبيدا بما فعل جد جده مع زيد؛ أي أن الضحية لفعل الأسلاف هم الحاضرون الذين لا ناقة ولا جمل لهم فيما حصل أبدا؛ وإذا نصحت أحدهم وأوضحت له سوء مسلكه جعل منك عدوا يجب أن يهان بأية طريقة؛ لأنه كشف المستور وأظهر الخزي المغمور إلى النور.

صحيح أن المصالح لها دورها في توجيه القرار في التوظيف والترشيح وغيرها مما يهم القطاع العام الذي رقيبه ميت منذ زمن؛ ولكن هذه المصلحة لا تصل إلى قطع أرزاق المستحقين وأخذ لقمتهم من أفواههم وإعطائها لزيد الذي هو قريبه أو صديقه بلا وجه حق؛ وقد وصلتني رسائل من كثير من المتظلمين من هذا الوضع المخزي فعلاً؛ ويقولون إذا اشتكينا للوزير أو مساعده مثلاً؛ فسوف تحال المعاملة إلى زيد الظالم ليقول في المشتكي: إنه مهمل ومغرور وإنه صاحب شكاوي وصاحب إزعاج للسلطات من شكاويه.. الخ؛ أي إن الظلم المطلوب إزالته يلحق به تهم أقبح من الظلم؛ لذا يصبر المظلوم فلعل الله أن يجعل له فرجا في قادم جديد؛ لكنه يفاجأ بأن شهاب الدين القادم أسوأ من أخيه؛ أي إن شهاب الدين عندما يكون صغيرا لا يملك القرار تجده جميلا عادلا لطيفا؛ فلما نبت ريشه تحوّل إلى سيرة من سبقه من الظالمين.

والسؤال هو: لمن يشتكي الموظف في القطاع العام من الظلم، وهل من العدل أن تحال الشكوى إلى المشتكى منه ويكتب على طرّتها (رأيكم)!!؟

طبعا رأيهم سيكون أقبح من فعلهم وتحيّزهم الظاهر المشهور؛ فأين المفر؟!!

كثيرون من الظلمة يندمون بعد التقاعد ويتنسكون؛ لكن من ينقذهم من المظلومين الذين لا حاجب لدعوتهم في دجى الليل؟!

لعلي هنا قد أجبت وأوضحت ما أراد كثير من القراء أن يسلط الضوء عليه؛ فلعل عاقلا يشفي صدور المكلومين من الظلم الاجتماعي في العمل والترشيح والترقيات والدورات التدريبية والانتدابات ونحوها من مصالح هي حق لهم يحال بينهم وبينه.. والله العادل والناصر.

فاكس 2372911


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7257 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد