Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/09/2008 G Issue 13138
الاربعاء 17 رمضان 1429   العدد  13138
مركاز
بزبوز الماء
حسين علي حسين

وقفت بجانب فرع لأحد البنوك في الحي الذي اسكن فيه، أغلقت سيارتي ونزلت، كان هناك صنبور بلاستيكي، تندفع منه المياه بقوة إلى خط الخدمة بطريق الملك عبدالله، كانت المياه نقية ولامعة، هل يمكن لجم اندفاع الماء؟ من المؤكد أنها قوية، تلفت حولي ولم أجد أحدا أتداول معه الحديث حول الماء الذي اغرق الشارع وكوّن جداول هنا وهناك، عندما دخلت البنك قلت لموظف الاستقبال قبل أن أضع بطاقتي في مكينة الصراف:

- هناك ماء كثير يملأ واجهة البنك والشارع.. لابد أن ماسورة معطوبة هي السبب!

* مياه شرب أم مجاري؟

- الظاهر أنها مياه شرب.. خسارة!

* صادق.. هناك أناس لا يجدون الماء!

- ما هو الحل؟

- سوف نتصرف.. لا تشيل هم!

ألقى كلمته وأشاح بوجهه عني. أدخلت بطاقتي في جهاز الصراف، أخذت نقودي، ثم دخلت إلى صالة البنك مرة أخرى، ملأت استمارة إدخال شيك جلست أنتظر دوري، بعد نصف ساعة رأيت رقم دوري يلمع على الشباك، قدمت الشيك وأخذت الوصل، عندما وقفت على بوابة الشارع، كانت المياه أكثر اندفاعا لكن بعض البلاليع ولهيب الشمس الحارقة كانت تبتلع بعضها، عدت للبنك مرة أخرى، اعتبرت هذه المياه المهدرة قضية شخصية. المدير لم يكن في مكتبه وكذلك نائبه، هناك موظف عربي أرفع قامة من موظف الاستقبال نقلت له الشكوى، قال بأريحية:

- خلاص يا شيخ سوف نكلم الإدارة.. لا تشيل هم!

تركت سيارتي. صعت بواسطة المصعد إلى حيث صالة التداول لممارسة هواية قديمة هدفها الاول تعمير الجيب لكن الحقيقة أن هدفها ومنذ سنوات قليلة غدى شفط الجيوب ولأن (طبيع ما يغير طبعه!) فقد كنت أذهب إلى هناك بإصرار لعل طاقة علي بابا تفتح في يوم ما.. صباح ما..

شربت النسكافه، دخنت، خسرت، أخذت المصعد بعد صلاة الظهر وأنا أضع المفتاح في سيارتي، كان الماء ما يزال مندفعاً بشراسة نحو البلاليع والإسفلت والشمس!!

فاكس 2054137


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5137 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد