Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/09/2008 G Issue 13138
الاربعاء 17 رمضان 1429   العدد  13138
أسماؤنا
علي أحمد المضواح

ما حظ أسمائنا منا وما حظنا منها؟

سؤال قد يحمل من الغرابة ما تحمله غرابة إجابته، لكنه أمام قراء السير ماثل في كل حرف يقرؤونه من سطور حياة الراحلين..

***

الاسم كما قال الشيخ علي الطنطاوي (رحمه الله) - وهو على أعتاب الثلاثين ينظر ماذا حملت تلك السنون الراحلة من ذكريات ويسأل نفسه ماذا جنت من اسمه - حين قال (إن اسمي ليس مني إنه مخلوق من حروف ولكني إنسان مخلوق من لحم ودم) ولعل الشيخ علي الطنطاوي وغيره كثير قد وصلوا إلى مرحلة الاعتقاد بأنهم أعطوا أسماءهم من أجسامهم أكثر مما أعطتهم أسماؤهم لأجسامهم، فها قد بليت الأجساد وحملت الأسماء المجد المخلد في هذه الحياة فالاسم وريث لما خلَّفه الجسم.. قد يحتفظ بالثروة له وحده وقد يبعثرها في أزقة النسيان!

***

بين الاسم والجسم عهد ينقضه الزمان، وتنخر فيه معاني الفرقة فليس لنا من أسمائنا إلا الدلالة التي قد نخونها أحيانا حتى تتقلص إلى الإشارة فقط فما كل علي بعلي وما كل سعيد بسعيد وعلى هذا فَقِسْ.. وليس لأسمائنا منا إلا ما نقشناه على جدران الحياة وما عاش بعد أعمارنا من ذكر..

***

ويبقى العقوق سمة العلاقة لكن عقوقنا لأسمائنا سببه جلي وعيبه فيمن حمل الاسم ولم يتمثل دلالته ويعمل بمضمونه، أما عقوق الأسماء لنا فلا يعرف له سبب فكم عقت أسماءٌ أناساً خطوا في كتاب الحياة حرفاً زاهياً ولم يعد لهم منها إلا ذكر على استحياء في كتب أبلاها الزمان -إن كان- وقد يكون هذا العقوق بمعاونة الزمان وساكنيه فيخبو ويتلاشى ظلماً وعدواناً إذا أنكره اللاحقون وتسلق عليه المتسلقون، فكم من أسماء تسلقت على أسماء وبنت مجدها على أرض مغتصبة.

***

لنا مع أسمائنا قصة لا ندري كيف تنتهي؟ أبجحود أم بظلم أم بشهرة تبقى ما بقي الزمان؟

لكن قد يروق لنا نحن معشر (الكُتَّاب) ما قالته غادة السمان:

(ما هو اسمي، إذا لم أسمع قارئاً

يتلوه في مكتبة سائلاً عن حرفي؟)



almdwah@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد