Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/09/2008 G Issue 13138
الاربعاء 17 رمضان 1429   العدد  13138
محافظو البنوك المركزية بالخليج ينفون.. ومسؤولو أسواق المال يؤكدون:
تضارب الآراء حول آثار الأزمة العالمية على أسواق المنطقة

«الجزيرة» - نواف الفقير:

استبعد محافظو البنوك المركزية الخليجية أمس حدوث آثار مالية خطيرة على المنطقة جراء الاضطرابات التي اجتاحت أسواق المال الأمريكية، وقال حمد بن سعود السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) على هامش اجتماع للبنوك المركزية والذي عقد في قصر المؤتمرات بجدة: إنه لا يرى في الوقت الحالي أي مخاطر، لكنه أشار إلى أن الأزمة بدأت في الأيام الأخيرة.

وأوضح عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي أن البنوك في قطر ليست لها أموال لدى بنك الاستثمار الأمريكي المنهار ليمان براذرز أو بنك ميريل لينش. وردد سلطان ناصر السويدي محافظ بنك الإمارات المركزي وحمود بن سنجور الزدجالي محافظ البنك المركزي العماني تصريحات مماثلة عندما سئلا عما إذا كانت المؤسسات المصرفية في بلديهما تواجه مخاطر.

من جهة أخرى وفي تصريحات مناقضة لتصريحات محافظي البنوك المركزية الخليجية أشار عبدالرحمن التويجري رئيس هيئة سوق المال إلى أن الانخفاض الحاد في الذي شهده سوق الأسهم السعودية ناجم عن الأزمة المالية العالمية وليس نتيجة عوامل داخل السوق.

وقال التويجري في تصريحات له أمس إن هبوط الأسواق الخليجية وبصفة خاصة السوق السعودية سببه الأزمة المالية العالمية. إلى ذلك أوضح المحلل الاقتصادي عبدالحميد العمري عضو جمعية الاقتصاد السعودية في هذا السياق أن درجة الارتباط - وفقاً للأرقام الرسمية المعلنة اقتصادياً ومالياًَ - بين أنظمتنا المالية والاقتصادية المحلية أو الخليجية مع البنك ليمان براذرز في أدنى مستوياتها، إن لم تكن معدومة وفقاً لما أعلنه مسؤولو البنوك المركزية وبالتالي أنظمتنا المالية المحلية في منأى عن أية تداعيات سلبية على اقتصاداتنا وأسواقنا المالية.

وقال العمري: التصريحات التي أطلقها مسؤولو البنوك المركزية الخليجية أجدها متناقضة تماماً مع التصريحات المماثلة الصادرة عن مسؤولي الأسواق المالية، التي أرجعت أسباب الانحدارات الحادة الأخيرة لأسواق المنطقة بما فيها سوقنا المحلية السعودية إلى تلك الأزمة المالية التي عصفت بالنظام البنكي الأمريكي!.

وتابع: هناك تناقض وتضارب واضحين بين تصريحات كل من الطرفين؛ وبغض النظر عن حقيقة تلك التصريحات من عدمه، فالأزمة الحادة التي مرّت بها أسواقنا المالية في منطقة الخليج لا أجد لها ما يبررها على الإطلاق، حتى وإن وجد درجةً ما من الارتباط، فما أظهرته معدلات الأداء خلال اليومين الماضيين يشير إلى أن تراجع كل من سوقي الدوحة والرياض كان الأكبر على مستوى العالم، ما يعني أنه فاق حتى معدل تراجع الأسواق التي نشأت فيها الأزمة متسائلاً أليس هذا غريباً ومدعاة إلى طلب تفسيرات أكثر مصداقية ومسؤولية من القائمين على سياساتنا المالية والنقدية والاستثمارية؟! أمّا في حال سلمنا جميعاً بمنطق ومقولة مسؤولي البنوك المركزية بعدم وجود علاقة، فالأمر قياساً على الخسائر المروعة التي تجرعتها أسواقنا الخليجية، بما فيها السعودية التي فاقت خسائرها الرأسمالية لوحدها خلال ثلاثة أيام مضت من هذا الأسبوع نحو 250 مليار ريال، أؤكد أن الأمر يجب أن يتجاوز مجرد طرح تساؤلات واستفسارات، وللأسف لم نجد لها ولغيرها من التساؤلات السابقة إلا إجابات مستنسخة وغير شافية! وفي ختام تصريحه ذكر عبدالحميد العمري أن مصلحة الاقتصاد الوطني واستقراره، مضافاً إليه السوق المالية، مسألة مصيرية، وتتجاوز حدود الرؤى الشخصية لأي طرف، ما يعني وجوب أن تتبلور لدى كافة الأطراف المسؤولة عنها إستراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأهداف والمصلحة العامة، وأن تترك الأمور على علاتها هكذا كل جهة تصدر تصريحاً يناقض تصريح الجهة الأخرى، وهنا! لا شك أن المواطنين والمواطنات الذين تكبدوا مليارات الريالات من الخسائر الباهظة لا زالوا في حيرةٍ من أمرهم حول الأسباب الحقيقية، التي ذهبت بأموالهم أدرجت الرياح.

يذكر أن الحديث عن انهيار بنك ليمان براذرز الأمريكي أثار حالة من الفزع بين المستثمرين في العالم لتهوي بورصات الخليج لأقل مستوى في عدة أشهر وقد فقد مؤشر البورصة السعودية 6.49% أول أمس الاثنين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد