Al Jazirah NewsPaper Monday  22/09/2008 G Issue 13143
الأثنين 22 رمضان 1429   العدد  13143
الحبر الأخضر
الأراضي.. سمو الوزير!!
د. عثمان بن صالح العامر

من النعم التي تستحق شكر المولى عزَّ وجلَّ عليها والتذكير بها في كل مناسبة والوقوف عندها والكتابة عنها في مثل هذه الأيام المباركة نعمة حب قادتنا وولاة أمرنا للخير وحرصهم عليه وتسابقهم في ميادينه المختلفة والمتنوعة حرصاً منهم على ما عند الله

أولاً ثم رغبة صادقة في خدمة الوطن والمواطنين، ومن مشاريع الخير الرائدة والرائعة في بلادنا المعطاء (مراكز الأحياء) والتي تحتضنها عدد من الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية وتنتشر في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة، وللتاريخ فهي تعد - مراكز الأحياء - فكرة وتطبيقاً من مآثر صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز آل سعود كما أنها كانت آخر وصاية قبيل وفاته، فهو رحمه الله من سن هذه السنة الحسنة وأسس لها حين كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة، وكما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون له بإذن الله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن طيبة الطيبة انتقلت الفكرة على يد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى منطقة حائل حين كان أميراً لها آنذاك، ثم المنطقة الشرقية ومنطقة مكة المكرمة وأخيراً منطقة الرياض.. ومع أن الفكرة رائدة ورائعة لكل متابع منصف وله اهتمام حقيقي بالعمل الاهلي الوطني الذي يعد الضلع الثالث للتنمية المستدامة في عالم اليوم.. ومع أن مراكز الاحياء كانت وما زالت تحظى بالدعم السخي من لدن قيادتنا حفظهم الله إلا أن الحصول على الأراضي التي تقام عليها مقّار ومنشآت هذه المراكز وقفت حجر عثرة في طريق هذا العمل الخيري الوطني المتخصص بالحي والمتنوع في الأنشطة والأهداف، ومثالاً على ذلك الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بحائل.. والتي شرفت بحمل اسم المؤسس لهذا الكيان العزيز جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى.. والتي حظيت وما زالت تحظى بالدعم السخي من محبي الخير وأهل البذل بسخاء في وطننا المعطاء وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. والتي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز عام 1419هـ.. والتي يترأس مجلس إدارتها اليوم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن والتي والتي.. ومع ذلك لم تقم طوال هذه السنوات العشر إلا مركزا واحدا (مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز في حي الجامعيين) مع أن الحاجة ماسة لما لا يقل عن أربعة مراكز - كما قيل لي في أكثر من مناسبة -، والعائق الوحيد أمام تحقق هذا المطلب المجتمعي الملح عدم إمكانية الحصول على أرض حكومية لإقامة هذه المشاريع الوطنية التربوية والثقافية والأمنية والاجتماعية و... رغم توفرها في عدد من الأحياء المكتظة بالسكان، وليس لهذه المراكز، ولا يستطيع حل هذه الإشكالية التي طال عليها الزمن بعد الله عز وجل سوى سمو وزير الشئون البلدية والقروية حفظه الله ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود.

إن هذه الجمعية وما ماثلها في مناطق المملكة تهدف إلى تحقيق رسالة اجتماعية تتمثل في إحداث تغيير اجتماعي مقصود في أسلوب حياة الأسرة السعودية والمشاركة في الارتقاء بمستوى الحي والعلاقات الاجتماعية فيه وذلك باعتماد مبدأ المشاركة الفاعلة من قبل سكان الحي بأسلوب علمي ومنظم وهادف، وتعتمد في تحقيق هذه الأهداف على إيجاد مراكز الأحياء كمقرات اجتماعية عالية المستوى يشترك في إدارتها وتفعيل دورها سكان الحي مع قيام الجمعية برسم أهداف وخطط واستراتيجيات تلك المراكز والإشراف عليها بما يكفل تحقيق أهدافها وهي:

* نشر الوعي السليم والأخلاق الفاضلة بين أفراد الحي ومن ثم المجتمع.

* المساهمة في حل المشكلات الاجتماعية في دائرة الحي.

* إحياء دور التواصل الاجتماعي والعلاقات الإيجابية بين أفراد الحي ومن ثم المجتمع.

* الاستفادة من ذوي القدرات المختلفة لزيادة فاعلية وقدرات أفراد المجتمع.

* رفع روح المواطنة بين شرائح المجتمع المختلفة.

* ملء أوقات الفراغ فيما يعود بالنفع على المجتمع.

* مناقشة احتياجات الحي وطرح الحلول المناسبة وتقديم الاقتراحات اللازمة وصولاً إلى حي نموذجي يسوده التكافل والإخاء.

ولأن هذه المراكز ليست حكراً على فئة دون أخرى فإن للشباب من الجنسين والأطفال الذكور والإناث والنساء قبل الرجال وكبار السن قبل صغارهم نصيباً وافراً من أنشطة هذه المراكز، ولما لها من دور أمني وتوعوي داخل الأحياء السكنية، ولما لها من أهمية كبيرة في تحقيق التقارب بين الجيران، ولما.... فقد أكدت أكثر من دراسة علمية متخصصة قدمت في عدد من المؤتمرات والندوات على أهمية قيام هذه المراكز وأهمية أن تسند مهمة التوجيه والتوعية والتدريب والإدارة إلى أهل الاختصاص والدراية الحريصين على شباب هذه البلاد والمعروفين بوطنيتهم واعتدالهم ووعيهم بالمعطيات والتحديات التربوية العالمية والداخلية ويكفي هذه المراكز مزية أنك ترى شباب الحي وشاباته يمارسون هواياتهم المختلفة تحت الضوء بعيداً عن التجمعات المشبوهة واللقاءات التي لا يعلم عن مكانها ولي الأمر شيئاً ليس هذا فحسب بل إنهم يمارسون نشاطاتهم المختلفة ومن حولهم وقريباً منهم آباؤهم وأولياء أمورهم وإخوانهم وجيرانهم وزملاؤهم في مدرسة الحي وربما أساتذتهم.. لهذا ولغيره كثير كانت مراكز الأحياء الوصية الأخيرة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة وأثابه عن هذا العمل وغيره حسن الجزاء..

صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز.. إن وقفتكم يا صاحب السمو مع هذه الفكرة وتوفير الأراضي لها سيكون فتحاً مبيناً لهذه الكيانات الخيرية التي قد تفقد مصداقيتها لدى الداعمين لها وسكان الأحياء الذين طال انتظارهم لافتتاحها لديهم وإذا لم يتحقق ذلك لا سمح الله فربما تموت وهي ما زالت تتطلع لعنان السماء.. إن ثقة القائمين على هذه الجمعيات الحاضنة لهذه الفكرة الرائدة جعلتهم يعرضون على أنظار سموكم الكريم أمرهم، وأملهم كبير بالله ثم بسموكم الكريم.. كيف لا وأنت من عرف بالجود والخير والعطاء.. كيف لا وأنت من أنت في كريم الخصال وجزيل السجايا الحسان.. كيف لا والكل يعرف حرصك وحبك لكل ما فيه خير لهذا المجتمع الذي يبادلك حباً بوفاء ووفاء بعطاء، ومنسوبو هذه الجمعيات والمنتمون لمراكز الأحياء في المملكة العربية السعودية يثمنون لسموكم الكريم والعاملين تحت إدارتكم الموقرة في وزارة الشئون البلدية والقروية حسن تجاوبكم وجميل تعاونكم المستمر لخدمة الوطن والمواطنين وحرصكم المعروف على حماية الممتلكات والأراضي والله يحفظكم ويرعاكم وكل عام وانتم يا صاحب السمو بصحة وسعادة وخير.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6371 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد