Al Jazirah NewsPaper Monday  22/09/2008 G Issue 13143
الأثنين 22 رمضان 1429   العدد  13143
التطرف كمشكلة معاصرة

ما حصل في باكستان من تفجير رهيب تفوح منه روائح استهداف الأبرياء النتنة، يعيد الحديث إلى آفة التطرف التي ابتليت بها الأمة العربية والإسلامية والتي أضحت إحدى مشكلاتها المعاصرة التي تلعب دوراً مهماً في تأخر مشروعات التنمية والعصرنة والحداثة، بل وتساهم في فتح أبواب الذرائع ضد البلدان واستقرار الشعوب بحجة محاربة الإرهاب حيناً وتجفيف منابع تمويله حيناً آخر، فتكون سيادة الدولة هي الضحية الأولى من قبل الدوائر العالمية والأممية بل والقانونية مقابل طيش ونزق أرباب التفخيخ والإرهاب الأعمى.

كما أن في تنفيذ هذا الجرم الذي راح ضحيته زهاء الستين قتيلا عدة مفاهيم ومؤشرات لابد من الوقوف عندها، فتدبير هذا الأمر في شهر رمضان الكريم إن دل على شيء فإنه يدل على قتامة عقل وفكر مدبري هذا الإجرام، فشهر رمضان فرصة للوئام والوحدة بين أقطاب العالم الإسلامي حيث تتوحد فيه مشاعر كافة المسلمين تجاه روحانيته المباركة، فيأتي هذا الطيش الإرهابي ليحول هذا الشهر الكريم إلى يوم من قتل واستهداف تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان وليس لها قاعدة إلا معايير التطرف والتعطش لإسقاط أكبر قدر من الضحايا ولعل ذلك يفسر توقيت تفجير فندق ماريوت إسلام أباد حيث يكون مطعم الفندق قد امتلأ بالرواد كما أكد المحللون، أضف إلى ذلك أن هذه الهبة الإرهابية تعد أول امتحان للحكومة الباكستانية، والتي يتعين عليها أن تتوقع مواجهة المزيد من هذه الهجمات الإرهابية.

يظل الإرهاب والتطرف، نقيض الحوار والاعتدال الذي نادت به الكثير من الدوائر العربية والإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، ولعل في تعميق مفاهيم الحوار وتقبل الآخر وخصوصاً في التنشئة الاجتماعية ما يساهم في قطع جذور هذه الآفة وتحديدها، فإعداد جيل من المترعرعين على ثقافة الحوار والقناعة في المشاركة والسيطرة والابتعاد عن قناعات الإقصاء والتهميش هي خير حل من أجل صنع جيل مستقبلي يقضي على إرهاصات التطرف والسواد ويقابلها بحجة الحوار وحسنة الاعتدال.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد