Al Jazirah NewsPaper Monday  22/09/2008 G Issue 13143
الأثنين 22 رمضان 1429   العدد  13143
الرئة الثالثة
وطن.. أصله في القلب.. وفرعه في سماء العزّ!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

تحل بساحتنا غداً الثلاثاء الثالث من العشر الأواخر في هذا الشهر الكريم مناسبة وطنية غالية القيمة، عالية المقام، رفيعة الشأن، هي ذكرى تأسيس هذا الكيان العزيز على يد الباني العظيم، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه وأرضاه، وقد قيل وكُتب الكثير عن هذا اليوم الأغر، وسيُكتب ويقال الكثير عنه، تذكيراً به، وتمجيداً له، وثناءً على من كان السبب بعد الله في تأسيسه، حتى غدا جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة الوطن، ووعي العالم الفسيح من حوله!

**

* قديماً، كنّا (نطلّ) على ذكرى اليوم الوطني من (شرفة المتفرجين) داخل الوطن، نتابعُ عبر الشاشة أو المذياع أو الصحيفة ما يحدث في الخارج من فعاليات احتفاءً بهذا اليوم، عبر ممثليات المملكة في كل أرجاء الأرض، وكنا نقرأ أو نسمع أو نشاهد ما تجود به وسائل الإعلام المحلية وغير المحلية من نصوص مكررة عن ذلك اليوم، وأحسب أن شاباً أو شابة من جيلنا المعاصر كان (يتفاعل) مع تلك المناسبة بسؤال مُفحِمٍ: (عمَّ تتحدثون يا أبتاه)؟!

**

* لم نكن، والجيل الشاب منا خاصة، نستحضر عمق المعاني التي يرمز لها اليوم الوطني، حدثاً وتاريخاً ووجداناً، بل لا أغلو إذا قلتُ إن المناسبة كانت تحلُّ أحياناً دون أن يعلم بها كثيرون منا، شيباً وشباباً، إلا عندما يقرأ صحف ذلك اليوم أو يختلس نظرة أو يسترق سمعاً إلى التلفاز أو المذياع ليعلم أن اليوم الوطني قد حلَّ، ثم لا يلبث أن ينصرف إلى ما يُلهيه أو يلهُو به أو يعنيه من شؤون حياته بعيداً عن صخب الحدث والحديث عنه!

**

* اليوم، تبدّل الحال، بات (اليوم الوطني) جزءاً من (الأجندا) السنوية للناس، احتفاءً واهتماماً ومشاركة، وليس مجرد (ورقة تقويم) تُورقُ قليلاً ثم لا تلبث أن تذبل مثل ورقة خريف! لم نعد (نشاهد) فعاليات الاحتفاء به التي تقام في سفارات وممثليات بلادنا فحسب، بل صرنا (نشهد) عن قرب الكثير من تلك الفعاليات في بعض الشوارع والميادين وقاعات المحاضرات، وغدا اليوم الوطني (إجازة رسمية) للدولة والقطاع الخاص تعطَّل خلاله الأعمال تعبيراً رمزياً عن المكانة الرفيعة لذلك اليوم في الوجدان العام، وتذكيراً للأفئدة الغافلة بنعم الله التي أفاء بها علينا نحن أبناء وبنات هذا الوطن، الذي صنع أسلافه الأوائل قبل نحو ثمانية عقود أول وأقوى وأقوم وحدة عربية، أصولها في القلوب وفروعها في سماوات العز والكبرياء!

تحققت هذه الوحدة بفضل من الله ثم بجهود ابن الجزيرة البار، البطل عبدالعزيز بن عبدالرحمن وإخوانه وأبنائه ورفاقه الغرّ الميامين.

**

* وبعد..

* فاللهم يا رب السموات والأرض ورب العرش العظيم، احفظ لنا هذا الوطن سالماً آمناً مطمئناً وقوياً، واحفظ له قيادته وأبناءه وبناته، واكتب اللهم له المزيد من الخير والنماء والثبات على طريق الحق، وارزقه يا كريم من الثمرات ما يرفع به شأنه، ويحمي كرامته، ويصونُ حقه في العيش الحُرّ الكريم.

وكل عام وأمتي بألف خير..



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5141 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد