Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/09/2008 G Issue 13146
الخميس 25 رمضان 1429   العدد  13146
أضواء
قمة معالجة الفقر
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تعاود الجمعية العامة للأمم المتحدة الاجتماع على مستوى رؤساء الدول، وهو الاجتماع السنوي الذي يبدأ كل عام في 23 أيلول - سبتمبر، حيث يحرص قادة الدول على التحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعد جمعية عامة للأسرة الدولية ومكان طرح هموم البشرية جمعاء، ولذلك فإن الكثير من الهموم والمشاكل والأزمات تُطرح بهدف إيجاد حلول لها، ورغم تعثّر الكثير من المقترحات التي تهدف إلى إيجاد حلول للأزمات المستعصية إلا أن الأسرة البشرية وفي سعيها الدؤوب إلى معالجة المشاكل تعاود الطرح والنقاش وتقدِّم المقترحات عسى أن تجد آذاناً صاغية ممن بيدهم الحل والمسيطرين على صياغة القرار.

هذا العام وفي غمرة تفاقم المشاكل المعيشية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية تأتي مشكلة الفقر الذي يخيِّم على كثير من الأمم على رأس أولويات واهتمامات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة وسط دعوات من قادة الدول والمنظمات الإنسانية إلى مضاعفة الجهود من أجل مكافحة الفقر والعوز إثر ارتفاع أسعار الطعام والوقود وتباطؤ عجلة الاقتصاد، إذ ظهر من أحدث تقديرات الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم في تزايد بواقع 75 مليون شخص إلى 925 مليوناً، مما أدى إلى التراجع عن هدف الألفية المتمثِّل في تقليل عدد الجوعى في العالم إلى النصف بحلول عام 2015 . ويؤثِّر ارتفاع أسعار الطعام سلباً وبصورة غير مباشرة على التقدم المحرز نحو تحقيق الكثير من الأهداف الأخرى، ومن الأسباب أن الجوع يؤثِّر سلباً على قدرة الأشخاص على العمل، والتمتع بصحة جيدة، وقدرة الأطفال على ارتياد المدارس.

ومن المقدر أن يجتمع في نيويورك زهاء 90 زعيماً لدول وحكومات، مع رؤساء كبار الشركات في العالم ومئات من منظمات مكافحة الفقر، اليوم 25 سبتمبر - أيلول في فعالية على أعلى مستوى بشأن أهداف الألفية التنموية، وسوف يستضيف الحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو ما جعل المنظمات الإنسانية اعتبار الاجتماع قمة طارئة وأن يزيدوا من جهودهم من أجل مكافحة الفقر.

وتطالب المنظمات الرؤساء والزعماء ألا يعيدوا فقط التأكيد على الوعود الواهية، مع تمني أن تجدي الوعود. هذه حالة طارئة من الفقر وتتطلب نفس الاهتمام والاستجابة التي تُمنح للأزمة المالية التي تسيطر على عناوين الأخبار وقد تم إحراز بعض التقدم لكن ثمة الكثير مما ما زلنا بحاجة لتحقيقه.

ويمكن إحراز تقدّم موسع، حتى في أكثر البلدان فقراً، ففي رواندا تراجع عدد الأطفال الذين يموتون جراء الإصابة بالملاريا بمعدل الثلثين في الأعوام الثلاثة الأخيرة فقط، والصبي الذي يولد في تنزانيا اليوم أصبح احتمال وفاته أقل بنسبة 25 في المائة، من احتمال وفاة أخته التي ولدت قبل أربعة أعوام، إلا أنه وطبقاً للمعدلات الحالية تحذّر المنظمات الإنسانية ومنها منظمة أوكسفام الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية تعمل من أجل مكافحة الفقر، حذّرت من أن أهداف الألفية لن تتحقق، وثمة حاجة إلى 150 مليار دولار سنوياً كتمويل إضافي حتى عام 2010 من أجل الوفاء بأهداف الألفية، وهو المبلغ الأقل من ضعف المبلغ المطلوب لإنقاذ شركة تأمين واحدة، أو بنك متعثّر.

وكشفت (أوكسفام) أنه ونظراً للاضطرابات في الأسواق المالية فسوف تشعر الدول الغنية بالحاجة إلى ربط الحزام، ولكن إذا أردنا أن نتفادى الخطر الحقيقي الذي يهدّد الجميع وسيقضي على أي تقدّم على مسار أهداف الألفية في معالجة الفقر فمنذ الإعلان عن هذه الأهداف في كانون الثاني - يناير، والوضع يتدهور؛ فأسعار الطعام والوقود ارتفعت مما أضاف إلى قافلة الفقراء ملايين جدداً.

ولهذا فإن الأسرة الدولية تطالب أن تهتم الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه المشكلة ومعالجة الفقر الذي هو أساس كل الأزمات الدولية والسياسية والاجتماعية.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد