Al Jazirah NewsPaper Monday  29/09/2008 G Issue 13150
الأثنين 29 رمضان 1429   العدد  13150
د. الربيعة .. استشاري طب الأطفال:
الجدري المائي من الأمراض شديدة العدوى.. وأخذ الجرعات المناسبة من اللقاح يقي من الإصابة به

يعتبر مرض العنقز (جدري الماء) أحد الأمراض الفيروسية الشائعة، وهو مرض الأطفال بشكل عام لكنه يصيب الكبار أيضاً، كما يُعد من الأمراض شديدة العدوى، وينتقل عن طريق الرذاذ المنقول بالهواء أو التماس مع حويصلات وبثور المرض، وغالباً ما يعطي مناعة دائمة، تتراوح فترة الحضانة 2- 3 أسابيع، ومن أعراضة ارتفاع في درجة الحرارة مع طفح جلدي شديد الحكة .. وفي هذا الحوار سنتعرّف على المرض بشكل أوسع، وذلك من خلال المناقشة حول الوقاية والعلاج مع الدكتور عبد الكريم الربيعة استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والفيروسية.

تطعيم الأطفال ضد مرض الجدري

* دكتور الربيعة، هل هناك وقت محدد يصيب فيه المرض الأطفال وخاصة حديثي الولادة...؟

- لا، لا يوجد وقت محدد للإصابة بالعنقز، لكن غالباً ما تكون الإصابة في سن الطفولة، حيث تتكون المناعة الدائمة وهذا يفسر قلة الإصابة عند الكبار مقارنة بالصغار. كذلك يمكن الإصابة بالمرض عند حديثي الولادة إذا كانت الأم غير مصابة بالمرض في السابق وتكون الإصابة شديدة غالباً.

أشير إلى أن داء العنقز يعتبر مؤذياً للجنين عند الإصابة به في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث يؤدي إلى تخلف عقلي شديد ونقص في نمو الأطراف الأربعة لكن نسبة الإيذاء لا تتعدى 3 % ومن الممكن الوقاية من هذه المشاكل، وذلك بإعطاء اللقاح الخاص وذلك للأطفال والنساء غير الحمل . واللقاح يعطي وقاية من المرض شبة كاملة حيث تصل إلى 95 - 98 %.

* ما هى أعراض جدري الماء - العنقز ...؟

- غالباً ما يترافق العنقز مع ارتفاع في درجة الحرارة واحتقان في الحلق والعينين وألم في الحنجرة ثم ما تلبث أن تظهر بثور العنقز التي تسبب الحكة الشديدة والتي عادة ما تحتوي على سائل شفاف .. تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوع إلى عشرة أيام ثم تختفي بالتدريج، يشار إلى أن هذه البثور قد تترك بعض الندبات في الجلد وخصوصاً الأماكن التي يحكها الطفل وعادة ما يكون الوجه.

داء العنقز ليس دائماً بالأمر السهل

* هل يعتبر داء العنقز من الأمراض خفيفة الأعراض سهلة الشفاء؟

- غالباً ما يكون العنقز مرضاً ضعيفاً وتكون الأعراض كما ذكرنا سابقاً، إلا أنه من الممكن أن يصيب العنقز الدماغ والمخيخ ويؤدي إلى عدم اتزان في الحركة والمشي، كذلك يمكن أن يؤدي إلى فشل رئوي عند إصابة الرئة به.

أشير إلى أن العنقز يمهد الطريق إلى الإصابة بالمكورات السبجية A والمكورات العنقودية التي تؤدي إلى نخر وتآكل الجلد وصدمة انتائية عادة ما تكون مميتة .. أود أن أفيد أن جميع هذه المشاكل يمكن تلافيها بإعطاء اللقاح الخاص بالعنقز.

* تطور المرض إلى الحزام الناري في حالة عدم الاهتمام وأخذ التطعيمات المناسبة منذ الصغر .. هل من الممكن أن يصاب المرء بالمرض مرة ثانية..؟

- إن فيروس الجديري المائي الذي ظننت أنك قد ودعته منذ زمن طويل قرر أن ينتظر في مكانه ساكناً في بعض أعصاب جسمك لسنوات طويلة قادمة وذلك تحت سيطرة مناعتك، ولكن إن سنحت له الفرص بالظهور سوف يظهر - وذلك عند حدوث مشاكل في جهاز مناعتك - ويزودك بشكل آخر على شكل حزام ناري، من هذا الاسم لك أن تتخيل الشكل والألم الذي يسببه، حيث يظهر على شكل مجموعة بثور محصورة في مكان معيَّن عادة ما يكون الوجه أو الصدر وألمها عادة غير محتمل، حيث لا يحتمل المريض لمس هذا المكان حتى بواسطة الملابس التي يرتديها.

ثلاث طرق للوقاية من المرض وأهمها التطعيمات

* حدد لنا طرق الوقاية من هذا المرض؟

- أولاً : الجدري المائي الآن يمكن الوقاية منه بواسطة اللقاح الفعال الذي اكتشف أخيراً وأثبتت فعاليته إلى حوالي 97%. وقد تم إدراجه ضمن اللقاحات الروتينية وذلك في عام 2008م، لكن توجد أعداد ضخمة من الأطفال الذين لم يشملهم نظام اللقاحات الجديد. تتم طريقة التطعيم بإعطاء اللقاح لمن هم كم سنة وذلك مرتين بفاصل زمني لا يقل عن 3 أشهر.

ثانياً : عزل الأطفال المصابين داخل المراكز الطبية والموجودين فيها لأسباب صحية أخرى في غرف ذات ضغط سلبي وذلك لمنع دوران الهواء في المستشفى. كذلك لا يجب إيقافهم في المستشفى من غير الضرورة.

ثالثاً : يمنع الطفل المصاب من الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة لمدة أسبوع تقريباً.

مضادات الفيروسات

* إن أصيب شخص بالعنقز كيف تتم معالجته..؟

- في حالات الأطفال العاديين دون 13 سنة يتم إعطاء مسكنات الألم وخافضات الحرارة ومهدئات الحكة .. أشير إلى أنه يجب الابتعاد عن تناول الأسبرين وذلك لخطورتها على الأطفال والتي تؤدي إلى متلازمة راي المميتة .. كذلك يجب تقليم أظافر الطفل كي لا يجرح نفسه عن طريق الحكة والتي قد تسبب التهابات جلدية جرثومية ثانوية.

أما في حالات الأطفال ما فوق 13 سنة أو الأطفال دون الأمراض الجلدية أو الرئوية المزمنة أو ناقصوا المناعة فيتم إلى ما ذكر أعلاه إعطاؤهم مضاد الفيرويات الخاص أو الغلوبين المناعي والذي يخفف من شدة الإصابة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد