Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/09/2008 G Issue 13151
الثلاثاء 01 شوال 1429   العدد  13151

برقية معايدة
د. موسي بن عيسى العويس

 

* في العيد، أو المعايدات قد يتجاوز شعورك إلى ما كان مألوفاً من التواصل بين الأقارب، والأصدقاء، والمرضى ومن في حكمهم من رسائل التهاني والتحايا، أو الزيارات التي اعتاد المجتمعات عليها عامة، والمجتمع السعودي على وجه الخصوص، إحياءً لسنّة،....

أو ذكرى، أو مناسبة دينية، أو وطنية، أو اجتماعية. قد تكون المناسبة لديك مثار ذكريات، أو سانحة لاستدعاء الأمجاد، أو استثارة لأي عنصر من عناصر القومية لدى جنس من الأجناس، أو ثقافة من الثقافات.

* هذا الشعور أو الإحساس الجديد يحملنا إلى القول إنّ الإنسان العربي، أينما كان، وتحت أي ظرف يستحق منا التواصل، وإذا حق لنا - في هذه المناسبة العظيمة - أن نتجاوز نظرة المتشائمين صحّ لنا التعبير عن أمجاد زاهية، مدعاة للفخر، وباعثة على الاعتزاز. هذه الأمجاد تتمثل في شخصية العربي المعاصر الذي عاش بعضهم طريداً، شريداً، منكوباً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ومع ذلك أثبت وجوده وفاعليته خارج وطنه، دون أن يتنكر - رغم قسوة الظروف - على عوامل ارتباطه بالمكان والثقافة، ودون أن ينصهر ويتلاشى أمام أي تيار. أحياناً على قدر اليأس والإحباط تكون الأحلام والتطلعات والتساؤلات. وقد يكون من هذه المشاعر - في هذه الأيام - فرصة عزاء ومواساة، ونفض للهموم، وتجديد للولاء والانتماء، وإعادة جسور الارتباط. وكم هي رائعة تلك الأبيات التي يطلقها (محمود غنيم)، تجسيداً لمثل هذه الأفكار في وجدان العربي، حين يقول بعبارات تملؤها اللهفة والشوق والحنين:

بالله سل خلف ( بحر الروم) عن عربٍ

بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا؟

فإن تراءت لك ( الحمراء) عن كثبٍ

فسائل الصرح أين المجد والجاه؟

وطف (ببغداد) واسأل في مقابرها

علّ امرئٍ من (بني العباس) تلقاهُ

* في الأعياد نعيش على وهج الذكريات وهي مريرة أحياناً، لكن قد تصنع الأمجاد - وإن جهّلت بها الشعوب - ممالك كبيرة، عظيمة الأثر والتأثير.

* في هذه المناسبة تحية لكل عربي استصحب ماضيه وتراثه فيما وراء البحار، وحاول بكل عزيمة وإصرار إثبات ذاته وسبق ثقافته، وسعى مع الآخرين بكل ماهو صالح لإعمار هذا الكون، واستيعاب كافة المعطيات الحضارية الجديدة التي تخدم الإنسان بوصفه إنساناً فقط، بعيداً عن أي نزعة، أو نعرة، تهدم العلاقات الإنسانية، وتزيد من الفجوة بين الشعوب والحضارات. هذه دعوة لكل عربي أن يؤدي واجب المناسبة ويعبِّر عنها بأي أسلوب يرتضيه لنفسه، ويرضي ذائقة غيره. وكل عام وأنتم بخير.

dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد