Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/09/2008 G Issue 13151
الثلاثاء 01 شوال 1429   العدد  13151
من الإرهاب إلى القرصنة

في المقام الثاني بعد الإرهاب والتطرف وثقافة التفجير تأتي القرصنة كمشكلة أمنية معاصرة تعاني منها الدول وتهدد سلامة ملاحتها الدولية، وهي ليست ببعيدة عما ربطناها به في المقدمة من الناحية الأمنية؛ فالإرهابيون عادة ما يكونون تبعاً للأيديولوجيات والقناعات التي لا يحيدون عنها حد الموت (إلا من هدى الله)، والقراصنة المبتزون ما يهمُّهم هو المال، ويمكن لهم أن يبيعوا أنفسهم لمَن يدفع أكثر، حتى وإن كان إرهابياً يحلل قتل كل (قرصان أعور يعتمر القبعة)!!

وهذا ما يرشح نوعاً من التعاون الأسود بين هاتين الآفتين اللتين تضربان في البر والبحر معاً، وعلى حد سواء، من الإجرام والفتك، خصوصاً إذا تذكرنا أن التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها القاعدة، كانت لها تكتيكات إرهابية اعتمدت على البحار وتفجير القوارب بها واستغلال فضاءات الماء الأزرق من أجل ذلك.

آخر عمليات القرصنة، والتي هي حديث الإعلام الآن، هي خطف سفينة الأسلحة الأوكرانية من قِبل قراصنة صوماليين. ولقد كشفت هذه الحادثة عن قوة شوكة هؤلاء الفتاك البحريين؛ فبعد أن فقد أحد ركاب السفينة الحياة لا يزال الخاطفون، وهم محاصرون ببوارج حربية تكفي لدك مدن بمرافئها، مصرين على عدم التسليم، بل إنهم باتوا يصرحون للإعلام، وكأنهم في مكان الندية مع القوى العظمى التي تحاصرهم؛ ليتحول الأمر - مع ما فيه من مفارقات في ميزان القوى بين الجانبين - إلى ما يشابه انقلاب الموازين، وكأنهم تحولوا من محاصَرين إلى محاصِرين، وهذا ما ينذر بظهور إشكالية بحرية جديدة تضاف إلى استغلال البحار من قبل الإرهابيين في عملياتهم الإجرامية ألا وهي قرصنة البحار التي سبق أن اندثرت؛ لتعود بعد العديد من القرون؛ فتضرب في عصر الحداثة والعولمة وتستفيد من تطوراتها وعناصرها كما فعل قبل ذلك الإرهابيون.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد