Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/09/2008 G Issue 13151
الثلاثاء 01 شوال 1429   العدد  13151
المنشود
صباح العيد يا وطني!!
رقية الهويريني

إن توالي النعم على بلادنا الحبيبة يحتم علينا شكر الله عليها، وها نحن نعيش فرحة عيد الفطر المبارك، ونرفل بالخير والأمن ودعة العيش، بينما تعاني بعض الدول حولنا أو بعيداً عنا من فتن وقلاقل، وحروب وقتال، وأعاصير وفيضانات.

ولئن كان الحنين يجرفنا لعبق أفراح أيام العيد في زمن الطفولة وهو يمتزج مع أنفاس أمهاتنا، فإننا وإن كنا نمارس هذا الدور الجميل مع أبنائنا، بيد أنه يفتقد تلك النكهة وذلك العبير.

وافتقادنا الآن لروح العيد وأريجه ربما يعود لشيوع حالة البساطة وعدم التكلف آنذاك، أو هي حالة تعترينا فتعيدنا لذكريات الطفولة المترسخة في أذهاننا، والحنين إلى أعياد الماضي برغم ما فيها من شظف العيش ووهن الإمكانات.إلا أنها كانت متجددة كل عام.

ولازلت في كل عيد أحاول جاهدة خلق جو مختلف عن الأعياد السابقة؛ إلا أنني أمنى بالفشل! فما تلبث الأجواء الروتينية تسيطر - رغماً عني- لتظلل الزمان وتخنق المكان، عدا عن دهشتك في أطفال أصبحوا أكثر طولاً وحجماً، وآباء وأمهات باتوا أكثر انحناء وضعفاً مما يصيبني بالرعب حيناً والأمل أحايين أخرى.

وإن كانت عودة العيد ديناميكية سنوية؛ إلا أنه مناسبة روحية طيبة، وفرصة للمشاركة والعطاء تتوافق مع المطالب الإنسانية في الرغبة بلقاء الأهل والأحباء والاجتماع بالأصدقاء بما يحقق القيم والمعاني الاجتماعية للعيد، وما يحث عليه شرعاً من ضرورة صلة الرحم وترابط الأهل وتجفيف منابع التباغض، وغلق مصادر التحاسد، وتأصيل معاني الحب الراقية من خلال العطف على الفقراء والمساكين، والحنو على الأيتام وإدخال السرور عليهم.

وفي خضم الفرح الطفولي بالعيد، باعتباره فرحة للصغار، تنسى بعض الأسر دورها التربوي فتترك الحبل على الغارب وتطلق حدود الحرية لأبنائها ليأكلوا ما رغبوا ويخربوا ما شاؤوا، ويعبثوا بما أرادوا بدعوى أنه عيد وخروج عن المألوف!! لذا يحسن توعية الأبناء من المخاطر، والحرص عليهم عبر التوجيه والنصح لمنع كل ما يمكن أن يفسد فرحة العيد، و?الانتباه لعدم استغلال براءة وفرحة الأطفال بالعيد من خلال بيع سلع وأطعمة مغرية بعيدة عن الحدود الدنيا للنظافة والسلامة, أو ألعاب خطرة تؤذيهم.

ويحسن بالقائمين على مصالح الناس فرض رقابة صارمة طوال أيام العيد، وعدم التراخي، حيث تظهر في الأسواق سلع كثيرة مخالفة للمواصفات. فلتكن العقوبات الرادعة بحجم الأذى وبقدر فرحة الأطفال. ليكون العيد ذكرى جميلة مميزة تستحق الاستعداد والاهتمام، يتهيأ لها الكبار وينتظرها الصغار بما يحقق الهدف الشرعي منه وهو فرحة الإنجاز والفوز بإنهاء موسم طاعة وصيام شهر رمضان، والهدف الاجتماعي كونه يوماً يعرض فيه المسلمون جمال نظامهم الاجتماعي بالتنافس فيه باللقاء والتواصل، وما يؤديه ذلك من ارتواء نفسي للأفراد كونه يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع.

وهي مناسبة لأهنئ المسلمين على توفيق الله وعونه لهم على إتمام صيام شهر رمضان وهم ينعمون بالصحة والأمن، وأرجو أن يتم عليهم نعمته فيتقبل صيامهم ويقبل دعاءهم.

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342






لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد