المكرم سعادة رئيس التحرير سلمه الله |
|
قرأت مقالاً في صحيفتكم الغراء في صفحة الرأي عنوانه (دور العلماء ومكانتهم في الأمة) الموافق 20-9- 1429هـ وإن العلم هو السبيل الوحيد الذي يصل بالمؤمن إلى معرفة الله الذي يستحق العبادة وحده سبحانه، ومعرفة كيفية التوصل إليه وبلوغ رضاه. لذلك فرض الإسلام طلب العلم على كل مسلم، لأنه وسيلة يصل بالمؤمن إلى غاية قد خلق الله الخلق من أجلها. وأثنى الله تعالى على العلماء لأنهم أشد الناس خشية لله فقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}. والله جل وعلا هو العالم وهو العليم وهو الذي يعلم. وهو علام الغيوب. |
ولقد كثرت الآيات والأحاديث في الكلام عن العلم وفضله، والحديث عن العلماء وفضلهم، فهم الذين يستضاء بهم من ظلمات الجهل، كما ينجلي ظلام الليل بالسراج المنير، فمن اقتدى بهم اهتدى بنورهم. قال صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العلم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورَثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورَثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). |
والعلماء هم الأعلام على طريق الهدى، وهم كالنجوم يهتدى بهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلماء: (فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب)، وشتان، شتان بين القمر وسائر الكواكب. |
والعلماء هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: (محبة العالم دين يُدان به)؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته، وأيضاً، فإن محبة العالم تحمل على تعلم علمه واتباعه، والعمل بذلك دين يدان به؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. |
والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، لما آتاهم الله من العلم والحكمة التي يغبطهم عليها الكثير من الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) رواه البخاري ومسلم. |
والعالم هو من يذكرك في الله مظهره، ويعلقك بالله مخبره، وتجعلك مع الله أقواله، وهو الذي يسير في دعوته على نهج الأنبياء، يعلق قلوب الناس بالله، ويعرفهم به، ويخوفهم من عقابه، ويحثهم على طاعته، ويحرص على هدايتهم، ويبعدهم عن عصيان الله وسخطه. |
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: (تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا له الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه). |
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه؛ (العلم خير من المال؛ العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، المال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق). |
|
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم |
على الهدى لمن استهدى أدلاء |
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه |
والجاهلون لأهل العلم أعداء |
ففز بعلم تعش حياً به أبدأً |
الناس موتى وأهل العلم أحياء |
عبدالعزيز السلامة - أوثال |
|