Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/10/2008 G Issue 13156
الأحد 06 شوال 1429   العدد  13156
لما هو آت
غاب الجفري ويبقى ..
د. خيرية إبراهيم السقاف

لم يكن الخبر الذي بعثه لي أخي القدير حمد القاضي عابراً...,

فمحزنا رحيل الجفري عن هذا الأديم...، حيث وارف ظلاله حروفاً ندية وفكراً مستشرفاً وقيماً جمالية لا تختفي وإن غابت كينونة هذا الإنسان الإنسان...

فهو من جيل الريادة الممهورة بموهبة ذاتية نَهْجُها الصدقُ والدأبُ...

نشأ على حروفه جيل يتصدر الآن أسنة الأقلام والمقاعد الأولى في مشارف الضوء...

وبقي الجفري أميناً لموهبته... ملازماً لقلمه... معطاءً بوفائه... معروفاً بكريم الصفات التي تحلى بها معدنه وأصالة محتده... رقيق الحرف... طيب الكلمة...

كانت ظلاله وارفة تفيأها الصغار والكبار وتحلق حول ثمار شجرتها الناشئة والذواقة...

لذا كان يكتب من دواة نفس شفيفة وروح طيبة وخيال خصيب...

أثرى السنوات الطويلة التي أخلص فيها لقلمه فهو يمثل الموهبة الأصيلة تلك التي لا تزخرفها الألقاب ولا تبدلها الملامح...

مر به الزمن ليبقى شاهداً على نصف قرن بكل متغيراته التي عالجها في ظلاله ورواياته...

ليبقى الزمن بمراحل انتقالاته في مجال الكتابة شاهداً على ثباته وأصالته...

ككل الذين لا تدركهم نباهة الراصدين الأقرب إلا حين يغادرون تجاوز أبو وجدي هذه الغفلة فانتشر بأريج حرفه في فضاءات واسعة لن يغفله فيها الخلص للحقائق...

وسيبقى لأبي وجدي فضل السبق لكل الذائقات التي تشذبت برقة حرفه وعفوية طرحه وعزيمة دواته...

وسيبقى لظلاله ديمومة الفيء حين لن تغفل أوراق السجل لأدباء المملكة اسمه علامة بارزة وبصمة مميزة في تاريخ نصف قرن في الصحافة كاتب مقال أدبي مميز... وكذلك في مناحي الثقافة والأدب... وفي مجال المجتمع البشري كان نصير النبض الموجع في نفوس البؤساء... حيث تصدى لقضايا الإنسان وحاجاته وعالج متغيرات كثيرة فتت في بنية القيم الاجتماعية...

ولعل الدارسين المنصفين أن يتصدوا للجلاء عن هذه الموهبة الجميلة فيما تركه الجفري من آثار أدبية وعطاءات إبداعية ما كان منها في النصوص السردية كمقالاته أو جاء في قصصه ورواياته... تقديراً لمرحلة لا يمكن إغفالها...

برحيل أبي وجدي اختفت خطوة مثابرة... ولكن لم تنطوِ صفحة جميلة في دفتر ثقافتنا وأدبنا...

رحمه الله ما شاء من سعته... وكتب له برحمته منازل الأبرار ومقام الصالحين الأتقياء...

ونسأله تعالى أن يلهم الجميع فيه حسن العزاء وأخص بعزائي الفاضلة حرمه الشريفة آمنة حبشي... والكريمات بناته الدكتورة زين وعبير والدكتورة العنود والسادة أبناءه وجدي وزياد ونضال... وأصدقاءه وذويه وقراءه والوسط الأدبي والإعلامي...

ولظلال حيث تخضر بصبره ودأبه ومثابرته وعصاميته وطيبته وإيمانه...

اللهم ارحمه وأكرمه واجعله في عليين... آمين.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد