Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/10/2008 G Issue 13156
الأحد 06 شوال 1429   العدد  13156
وللآباء والعلماء دور لاستئصال الإرهاب

عُدّ الإرهاب بأنه أخطر قضية تواجهها البشرية في تاريخها المعاصر، بل يذهب كثير من المحللين بأن الإرهاب والذي يعد مشكلة أممية تعاني منها جميع الدول حتى الدول التي لم تنفذ على أراضيها عمليات إرهابية تضررت من هذه المشكلة التي لم تكن محصورة بدين ولا وطن ولا قومية، ولهذا فإن العالم أجمع والبشرية تعاونت جميعاً لمواجهته رغم أن بعض القيادات والدول استغلته لتنفيذ مآرب خاصة وأجندات ذاتية خدمة لتوجهاتها الأيديولوجية ومصالحها القطرية ومد نفوذها السياسي ولا حاجة بنا لذكر أسماء تلك الدول وقياداتها التي أدى استغلالها لمسألة الإرهاب إلى تفاقم هذه المشكلة ونشرها في مناطق أكثر بعد أن أدت سياسة تلك الدول إلى إنشاء ما يمكن تسميته بمصانع الإرهاب كما هو ملاحظ في أفغانستان والعراق والصومال.

لا يهمنا تلك القيادات فبعضها انقضى والبعض الآخر على وشك الرحيل ولكن الذي يهمنا تجربتنا السعودية في مواجهة الإرهاب والتي أصبحت لنجاحها وقدرة القيادة والأجهزة الرسمية من أمنية وفكرية في احتوائها ومعالجة إفرازاتها السلبية، نموذجاً يحتذى به استفادت منه كثير من الدول.

الحقيقة والواقع يؤكدان أن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول تضرراً من آفة الإرهاب ليس لتنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية على أراضيها، إلا أن تورط بعض أبنائها وخداعهم من قبل قادة الإرهاب ومعتنقي الأفكار الضالة وتوريطهم في تنفيذ الأعمال الإرهابية الخسارة الأكبر، إلا أن قيادة المملكة والأجهزة التنفيذية استطاعت بحكمة واقتدار التعامل مع شقي المشكلة؛ إحباط العمليات الإرهابية واستباق الإرهابيين وإفشال أعمالهم ومؤامراتهم، وكذلك التعامل بحكمة مع المتورطين والمنخدعين بالفكر الضال.

هذا النجاح الذي أشاد به ونوهت عنه الكثير من الدراسات والشهادات الدولية لا يعد تحقيقه بالهين وليس بالعمل البسيط، فكثير من الدول لا تزال عاجزة عن مواجهة الإرهاب وحتى نحن هنا في المملكة لا يمكن أن نرتهن للنجاحات وتخدرنا الإشادات بل لا يزال أمامنا عمل وعمل كبير وبخاصة في مجال تحصين الشباب والأخذ بأيديهم وحمايتهم من شياطين الفكر الضال، وهنا تبرز مسؤولية رجال العلم من المشايخ وأئمة المساجد الذين عليهم فتح قنوات اتصال مع الشباب وتبسيط الحديث معهم وتقديم الإجابات الواضحة لتساؤلاتهم التي تثير الشكوك والتناقضات لديهم، كما هو دور الوسائل الإعلامية والمثقفين وهو دور مزدوج؛ أولاً تحصين الشباب والأمة من الأفكار الضالة، واعتراض السلوكيات والأفكار الهدامة التي تستهدف القيم والأخلاق، أما الدور الأهم والأكبر فهو للأسرة وللآباء بالذات، فقد أشغلت هموم الدنيا والسعي لكسب الأموال وأدت إلى ترك الأبناء دون توجيه ولا رعاية بدون رقابة..

رقابة الآباء المطلوبة مما جعل كثيراً من الأسر تخسر أبناءها فما قيمة الأموال إذ خسرنا الأبناء؟!!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 11 ثم أرسلها إلى الكود 82244












 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد