ربما تبادر إلى ذهنكم من العنوان أنني سأتحدث عن اللاعب نواف التمياط (نجم الهلال والمنتخب السعودي)، ورغم احترامي لكل لاعب خدم وطنه، إلا أننا نبالغ كثيراً في متابعة أخبار اللاعبين وإبرازهم لدرجة أننا لا نلقي بالاً لإنجازات عديدة يقدمها غيرهم من المبدعين في المجالات الأخرى.

سأتحدث عن التمياط الآخر الذي رفع رأس بلده في المحافل الدولية والإقليمية، سأتحدث عن الدكتور سلطان التمياط (استشاري جراحة المناظير والبدانة المفرطة بمستشفى سعد التخصصي في الخبر)، الذي عاد إلى بلاده بتخصص نادر ومطلوب عالمياً، والدكتور التمياط - كعادة أبناء التمياط جميعهم - فضّل أن يكون سمنه في دقيقه، ورفض كل العروض الذي أتت إليه تجرر أذيالها من دول أوروبا رغم أن لعاب أحدنا سيسيل لأقل هذه العروض، وسبب رفضه لها ببساطة أنه ابن لهذا البلد، وقال لي ذات بوح: إنني لا أتخيل أن أعيش خارج بلدي رغم الإغراء، ورغم الإحباط الذي أجده أحياناً في بلدي!

الدكتور سلطان وفقاً لخبر نشرته صحيفة (اليوم) في عددها رقم (12862) زار بيروت وعمّان مؤخراً وللعام الثاني على التوالي وقدم 3 ورش عمل في بيروت لعشرة أطباء متخصصين في البدانة المفرطة وأجرى عمليات في مستشفى الساحل ومستشفى الزهراء، إضافة إلى تقديم محاضرات حول عمليات التحوير وقص المعدة الطولي، وعمليات البدانة المتقدمة مثل السكوبينارو، وشملت الورش جانباً نظرياً وآخر تطبيقياً من غرفة العمليات بالبث المباشر. ولدى زيارته لعمّان بالأردن والتي لم تستغرق سوى يوم واحد أجرى خلالها عملية تحوير الأمعاء لمريض يبلغ من العمر 35 عاماً ويعاني من مشكلة البدانة المفرطة في مدينة الملك حسين الطبية بعمّان للمرة الأولى وعلى يد طبيب زائر بهدف تدريب الأطباء حيث كانت المرحلة الأولى لنفس الأطباء في القاهرة من خلال محاضرات ونقاشات مفتوحة بالإضافة إلى الجانب التطبيقي على الحيوانات.

إلى هنا انتهى الخبر، أرأيتم كيف قدم الدكتور التمياط دعاية مجانية للطب في بلده؟

خصوصاً وأن الطب في المملكة يُرمى بالتقصير من أطباء بعض الدول الشقيقة، وكل من اضطرته الظروف للعلاج في الخارج يلمس هذا التوجه من دول الجوار تحديداً!

والدكتور سلطان له خبرة واسعة في تخصص البدانة المفرطة. حيث تلقى تدريباً مكثفاً في هذا التخصص. وبعد عودته عام 2002من الخارج أجرى العديد من العمليات مثل حزام المعدة، تجاوز المعدة وتحوير الأمعاء. كما قام بإجراء العديد من المشاركات الفعالة في المؤتمرات المحلية والعالمية. وقد تم تعيينه ممثلاً للاتحاد العالمي للبدانة منذ العام الماضي بهدف تدريب الأطباء وعقد ورش عمل ومحاضرات فيما يخص العمليات الجراحية الحديثة للتخلص من البدانة في منطقة الشرق الأوسط واختير ضمن الكادر التعليمي للجامعة الأمريكية في بيروت.

والتمياط في محاضراته وندواته الطبية كثيراً ما يلفت الأنظار إلى خطورة البدانة ويطالب مجلس الشورى تبني هذا الموضوع الذي بات يهدد المملكة التي تحتل المركز الثاني عالمياً (بعد الكويت والولايات المتحدة الأمريكية) في نسبة البدينين الذين يتجاوزون 30 % من عدد السكان.

إنني أقترح تكريم الدكتور سلطان التمياط ومن هم على شاكلته تكريماً يليق بهم، وعلى وزارة الصحة أن تتبنى ذلك، فهم يستحقون منا أكثر من ذلك.